العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منامة السلطان

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

منامة السلطان Empty منامة السلطان

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:10

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


منامة السلطان





منامة السلطان
الحلقة الأولى



يحكيو على سلطان كان يحلم كل ليلة إنّو مش يجيب ولد و كيف يكبر مش يقتلو و يشد هو الحكم و يفكّلو كرسي العرش بالقوّة, الحلمة هذه ولّاتلو هلواس و مرّرتلو عيشتو و عيشة مرتو, و على هذاكة كل ما مرتو تولد ولد يفكّو من إيدين القابلة و يقتلو لا شفقة و لا رحمة.
مرتو مسكينة تغلبت و ما عادتش تعرف شنوّة تعمل معاه, كل مرّة يحرقلها قلبها, تتوجع و تاكل روحها أما آش مش يقول الميّت قُدّام غاسلو, كان مش تعترض مش يكون مصيرها مصير أولادها الّي ولدتهم و قتلهملها قبل ما تحضنهم و تشوفهم.
نهار قالت يلزمني نلقالو حيلة, الّي ما تجيش على بالو, أيّامات و ليلي و هي تهز و تحط و تلوجلو في حاجة تغلبو بيها, و لاّت تلوّج شكون مش يعاونها و هي تعرف الّي النّاس الكل تخاف منّو, هوما أولادو ما لقاوش فيه الخير, لين نهار جاء على بالها القابلة, و رغم الّي تعرفها مرى ثقة و عازّة بيها كيفاش راجلها متجبّر معاها لكن بما أنو الأمر صعيب خافت عليها من عقاب السّلطان الظّالم, و بعد تردد قالت أنا نجس نبضها, نحكي معاها و كان لقيتها موافقة على المبدأ نقوللها الّي في مُخّي.
بعثت نادات القابلة و قعدت تشكيلها من راجلها و من ظلمو من غطرستو, و معاملتو ليها القاسية و بكات و قصّتلها قلبها و هي تذكّر فيها كيفاش تشوف الموت كل مرّة باش تولد باش يشي راجلها يقتلهم على خاطر مهلوس بالّي ولدو كيف مش يكبر مش يقتلو و يشد بلاصتو, قعدو يحكيو مشوار حتّى تكلّمت القابلة, و ساندتها في وجيعتها و الّي هي صابرة على حاجة ما يتصبرش عليها, قالت توّة إنّجّم نشوف إستعدادها باش تعاونّي و إلّا لا, قالتها
* و الله حرت معاه و حار دليلي و مانيش عارفة آش نعملّو باش قلبو يلين شويّة, قالتها القابلة و الله عندك الحق, انا نطيعو على خاطرو السّلطان, أما في حاجة تُغضب ربّي ما نجّمش نطيعو, و لو كان نجّمت كيفاش نخبّي الوليّد كيف نولّدك بإيديّا و نشوفك كيفاش تعاني الولادة و بعد نحطّو في إيدو يشرّقو بسكّينة نتمنّى الأرض تبلعني وقتها و ما نشوفش هاكالمنظر استغفر الله العظيم.
تشجّعت وقتها السلطانة و قالتلها
* على هذاكة انا بعثت عيّطتلك, على خاطر نعرفك حاسّة بيّا و تشوف بعينيك كل مرّة كيفاش يقهرني على أولادي, قالتلها
* الّي تشور عليّة بيه أنا معاك على الأقل نمنعوه من هالجرايم الّي يعمل فيها في حقّك و في حق أولادك.
تهنّات المرى الّي تنجّم تقول كل شيء للقابلة و بكل ثقة, قالتها
* أنا نحبّك موش على خاطرك القابلة متاعي, لكن على خاطرك مرى تعرف ربّي و ما ترضاش العيب, و من اليوم انت مودع أسراري, كل شيء مش نقولهولك و يقعد سر ما بيناتنا, فرحت القابلة بهالشّرف العظيم و قالتلها
* على الظّالّين آمين, الّي تعمل مبروك, خلّينا نخلّصو أرواحنا من ربّي نهار آخر و ان شاء الله يغفرلنا و يسامحنا. قالتها
* الحل الوحيد الّي على بالي توّة و هو إنّي نعطيك الوليّد كان ربّي كتبلي وليّد آخر, تربّيه عندك و تحسبو ولدك, انا نتكفّل بمصاريفو الكل, و نعطيك الّي تحب مكافئة على ثقتك و عملك الباهي في ولدي. قالتلها القابلة
* عملي الباهي و ثقتي يجازيني عليهم ربّي ان شاء الله و أنا نوعدك نقوم بالّي نقدر عليه و هانا ربّي شاهد على كلامنا.
تهنّات السلطانة على قبول القابلة باش تعاونها بكل سرور و قالتها
* أي و آش مش نعملو في السّلطان؟ و هو كل ولادة يجي ياقف عند الباب يترصّد. قالتلها
* لا انت اتلها في ولادتك و آش عليك في الباقي ما تشغلش بالك ان شاء الله ربّي يقدّرني و نعرف نتصرّف.
تعدّات الأيام و الشّهور و بدات السلطانة تحس في وجايع الولادة , ناداو للقابلة باش تجي فيسع, جات و جابت معاها صندوق صغير فيه 3 جراو مازالوا كيف تولدو, مخبّيتو تحتها, دخلت على السلطانة, حطت آكالصّنيدق في تركينة و غطّاتو من العينين, و بدات تصدر في الأوامر للخدم, جيبوا الماء السّخون, المناشف, المقص, و هي ما خلّاتهمش يركّحو ساقيهم, كيف كمّلوا جابوا كل شيء قالتلهم أيّ أخرجوا و خلّيوني وحدي نجّم نولّدها. خرجوا الوصيفات الكل, و هوما آكا حدّهم على السّلطانة على خاطر يعرفوا مصير المولود كان طلع ذكر.
صاحت السلطانة صيحة قويّة و كانت نهاية أوجاعها, و لدت وليّد غاية في الجمال, نظّفتّو القابلة و قصّتلو الحبل السّرّي, و لبّستلو حوايجو, و عطاتو لأمّو باش ترضّعوا و يحس بدفاها و حنانها قبل ما تاخذو منها كيما تفاهموا.
القابلة غسلت إيديها و خرجت للسّلطان كيف العادة الّي في كل ولادة ياقف في مقصورة قدّام باب البيت, لكن قبل ما تخرج, خذات الحبل السرّي الّي قصّتو و رماتو على الجراو الّي في الصّندوق و حطّت فوقهم شويّة دم غسلت إيديها و خرجت لسيدها, مشاتلو راسها في القاعة, عاملة روحها خايفة لين ولاّت تترعد, وقفت قدّامو ساكتة كلمة لا, السّلطان يستنّى فيها مش تتكلّم شي, عيّط عليها فرد عيطة, قاللها:
* حل فُمّك و انطق,
* يا سيدي الحمد لله الولادة تعدّات لاباس
* شنوّة جابت المرّة هاذي؟
* كل شيء تعدّى سالامات يا سيدي و السّلطانة ما تعذّبتش برشة
* يزّيتشي من اللّف و الدوران و قلّي شنوّة جابت
* ما فمّة شيء يستاهل يا سيدي, الولادة كانت طبيعيّة
* توّة مش تقلّي شنوة جابت و إلّا نطيّرلك راسك, تتبهنس عليّا
* يا موْلاي و الله ماذابيّة نجاوبك أما ...
* أما شنوّة لعنة الله عليك
* و الله صعيب يا سيدي و انت سلطان , الحق ما نجّمش نقلّك
* شنوّة الّي صعيب؟ مش تقلّي ذكر و إلا أنثى صعيبة هذه؟؟
* لا ياموْلاي الحكاية ميش هكّه... السلطان فقد أعصابو الكل, هبّ عليها فرد هبّة و خنقها و قاللها
* لو كان ما تنطقش توّة لا ما نسفرلك بروحك, آش جابت الملعونة, الله يلعنكم الأثنين؟
* يا سيدي و الله صعيبة عليّة باش نطلّعها من فُمّي...مستحيل
* شنوّة الّي مستحيل؟ آش جابت غول و إلّا هايشة؟
* اي... نعم...هايشة
* شنوّة قلت؟؟ ولدت هايشة؟
* صعبت عليّا نقلّك الّي مولاتي ولدت... 3 كلاب
* شنوّة.. كلاب؟؟
* الله غالب سامحني يا سيدي لكن هذه هي الحقيقة
* برّة جيبلي الكلاب طره, نحب نشوفهم بعيني
قعد السلطان هايج, الشّرار يتطاير من عينيه, و هو كيف الصّيد المجروح في قفصو, دخلت القابلة و خذات نفس قوي بعد الغصرة الّي تغصرتها بالخنقة, خذات الصّندوق الّي فيه الكلاب, و رجعت للسلطان, هي ورّاتهملو و هو تنفض كيف المجنون, فكّلها الصندوق من إيديها, و سب و لعن مرتو حتّى شبع, و بلا شفقة و لا رحمة, طلع الخنجر متاعو و شرّقهم كيما مستانس يعمل كيف مرتو تولد وليّد, رجّع الصّندوق بالّي فيه للقابلة و قاللها
* برّة رجّعلها أولادها خلّيها تتلهى بيهم, ماهي كلبة كيفهم.
* حاضر يا سيدي في أمان الله
* في أمان الشّيطان مش نقعد.
المرى مسكينة قعدت كان تتمتم و تدعي لربّي و تحمد فيه الّي خلّصها منّو و من بطشو, بعد ما هدات عيّطت لوحدة من الخدم مدّتلها الصّندوق الّي فيه الكلاب مذبوحين, و مشات ترى السلطانة تلقاها وقتها رغم وجايعها الّي مازالت غاصرتها و من الخوف زادة لا راجلها يدخل عليها و يعرف الّي هي ولدت ولد, و من الّي حاستّو مش تفارق ولدها ما عندوش ساعة مولود, مش توموت بالخوف و الرعب, طمّنتها الّي حيلتها جدّت عليه, سكّرت الباب باش ما يتجسّس عليهم حد, و جات بحذاها قعدت على حرف السّرير, و كمّلت حكاتلها تفاصيل الّي وقع, شكرتها على وقفتها معاها و حطّان رقبتها تحت سيف السّلطان الظّالم على خاطرها, و بداو يخطّطوا للخطوات الجاية, الأولى منعت بالرّوح و بقدرة ربّي أولا و أخيرا, لكن آش مش يعملوا في الّي جاي؟؟ مدّتلها صُرّة بالفلوس, باش تنجّم ترعاه رعاية أولاد السّلاطين, و وصّاتها على كل شيء, رضّعت ولدها لآخر مرّة و مدّتّو للقابلة, كل شيء تم فيسع و بربثة قبل ما يرجع السلطان و يقتلهم الكل على بعضهم.
القابلة لبّست الوليّد و لفتّو كيما يلزم, و خرجت يه تقولشي عليها سارقة صر حوايج, أما موش صر حوايج, سرقت أمير كامل...


Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منامة السلطان Empty رد: منامة السلطان

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:10

...

منامة السلطان
الحلقة الثانية



رجعت الحياة لطبيعتها في القصر , السلطانة استرجعت صحّتها بعد الولادة, و شدّت روحها, لكن قلبها قعد واكلها على ولدها ما شبعتش بيه دوبة ولدتّو عطاتو للقابلة كيما تفاهمو, لكن الحياة و الظّروف بعض مرّات تفرض علينا باش نتحمّلو حاجاة أكثر من طاقتنا, و هذه دواها كان الصّبر, و هذاكة آش عملت المسكينة, تحمّلت و صبرت على ولدها يتربّى بعيد على حضنها باش يمنع من إيدين بوه الظّالم.

كبر آكالوليّد و بدى يفهم و يتكلّم, قالت توّة نتعداو للمرحلة الثّانية, نادات للقابلة و قالتلها
* راني نحبّ نشوف ولدي ماعادش نجّم نصبر عليه, قالتلها القابلة
* راهو تبارك الله عليه بدى يفهم, و هاني نحكيلو على أصلو و فصلو و قتلو إلّي هو أمير ولد سلطان البلاد.
* لا لا هذا ما يكفيش يلزمو يعرف إلّي أنا أمّو و يتعلّم كيفاش يحبّني و نحبّو يراني ديمة.
تفاهت مع القابلة باش تولّي تجيبهولها كل نهار جمعة وقت الصلاة, على خاطر راجلها يبدى وقتها في الجامع, يقعد معاها سويعة, يعرفها و يستانس بيها و يحبّها حتّى لين يعمل ري دليل.
تعدّات الأسابيع و كل جمعة يجيها ولدها تطيّر منّو وحشها, و يعدّيو هاكالسويعة يلعبو و يضحكو بعيد على عينين النّاس في القصر باش ما ينقلوش الخبر للسّطان, كيف توفي الصّلاة تعاود القابلو تهزّ تروّح بيه.

تعدّات السّنين و الأعوام فيسع, الوليّد ولّى شاب في ريعان شبابو, و كان جميل, قويّ. متربّي ما شاء الله عليه, و حرصت القابلو باش تعلّمة المبارزة, و الرماية و ركوب الخيل, و كل حاجة عندها علاقة بمستقبلو كأمير البلاد لين و لّى ممتاز في كل شيء, و مع هذاكة تواصلت زياراتو لأمّو كل نهار جمعة على مر السّنين.
نهار نساو الوقت و خذاهم الحديث و السّلطان روّح قبل موعد رجوعو من الصّلاة الّي مستانس يروّح فيه, يلقى مرتو قاعدة مع راجل, صحيح صغير في العمر, لكن راجل, قاللها
* شكونو هذا؟
* ولدي
* و لدك؟ و انت منين عندك أولاد؟ منين خرج؟
* منين ما يخرجوا الأولاد الكل
* يزّي من الفدلكة الماسطة, و قلّي الحقيقة ماكانشي... على كل حال توّة عندي أومر مستعجلة يلزمني ناقف عليها, و كيف نكمّل أتو نتفاهمو في الحكاية, قالوا ولدي..
قال هاكالكلمتين و خرج يعفس في طجين يقعرو, و خلّى مرتو ميّتة بالرّعب, وجهها أصفر تترعد, ودموعها تجري, قالت لولدها:
* أكاهو, إلّي كنّا خايفين منّو وقع, و لازم نتصرّفو, هذا لا مش يخلّيك تعيش و لا مش يخلّيني أنا زادة, و لهذا يلزمنا يا نهربو يا نموتو.
* الموت لا كلام عليه, كان كاتبلنا ربّي بيه مرحبا, أما أنا نحبّك تهدى يا أمّي و حضّر روحك لسفرة طويلة, حضّر زادنا و زوّادنا و أنا أتو نرجعلك بعد شويّة نلقاك حاضرة.
خرج يجري, مشى للكوري متاع زوايل بوه, إختار زوز جياد, طلب من الّي متكلّف بيهم باش يسرّجهم و يجيبهملو وراء القصر, الخدم الكل عرفو إلّي السّلطان عندو ولدو عايش بعيد على القصر, و حتّى حد منهم ما خرّج السّر على خاطر يعرفوا نهايتة السّلطانة و ولدها, رجع فيسع لأمّو, لقاها حضّرت كل شيء كيما قاللها, تنكّرت في زي فارس, و خرجوا يتجاراو من الباب الخلفي متاع القصر, يلقاو الجياد حاضرة ركبوا و رماو أرواحهم في المجهول لا يعرفوا وين ماشين و لا قدّاش مش يغيبوا, لكن هذاكة الحل الوحيد الّي لقاوه قدّامهم.

كانوا يعرفوا الّي السّلطان المهبول, على خاطر منامة, مش يبعث وراهم باش يرجّعهم و يقتلهم, على هذاكة مشاو في الطّرق المهجورة و الصّعيبة الكل, على الأقل ما يخلّيوش أثر وراهم, و كانوا يجريو في جري إلّي يقلّك بحرارة الرّوح, حتّى لين قدّروا المسافة الّي هوما بعدوا ياسر على القصر و على الخطر الّي في جرّتهم, دخلوا بلاصة خالية, قفراء, لا طاير يطير و لا ساير يسر, لا شجرة لا صخرة لا حتّى شيء, ما فمّاش حتّى فين يرتاحوا شويّة, قعدوا هكاكة ماشين لين طاح الّليل ولاّت البلاصة موحشة أكثر, قال الولد لأمّو
* آش مش نعملو توّة يا أمّي, الّليل طاح, و الفرسان تعبوا يلزمهم الرّاحة, و إحنا زادة, لكن فين مش نرتاحو, الدنيا خالية ؟
* وليدي نسلّمو أمرنا لله, ما عندنا مانعملو, وربّي وحده ان شاء الله يحفظنا و يرحمنا
* مالا ننزلو هنا حتّى للصّباح؟ على الأقل نقصدو ربّي كيف تضوى الدّنيا
* إينعم يا وليدي, هذا الرّاي الصّواب, السفر في الّليل يلزمو ناش تعرف و مستانسة بيه, الله أعلم تطلعلناشي هايشة من بعض البلايص, نتوكّلو على ربّي و نرتاحو هنا.
هبطوا, من فوق الفرسين, نحّالهم سروجاتهم, علّفهم, فرش حصيرة جابوها معاهم, جبدوا كلاو الّي كتب, شربوا, و قعدوا يحكيو حتّى لين قريب يهزّهم النّوم, الولد ماهوش مطمان يحكي مع أمّو و ساعة ساعة يتلفّت في كل الجهات يراقب خلطشي عليهم حد و إلّل يشوفشي هايشة , تلفيتة من التّلفيتات شاف بناية صغيرة لكن عندها شكل قصر صغير, في الخلاء المُخلي, مشى في بالو يستخايل من كثرة الجهد و التّعب, و القلق, ما قال شيء لأمّو و كمّل يحكي معاها عادي, بعد شويّة عاود تلفّت لنفس الجهة عاود شاف نفس المنظر, قال لازم نمشي نشوف شنيّة الحكاية بناية بالجد و إلّا أنا نستخايل, و بعد قال لأمّو :
* بربّي يا أمي أنظر غادي و قلّي تشوفشي حاجة؟
* شنيّة آكالبناية الّي غادي؟ و شبيها في بلاصة خالية؟
* معناها تشوف فيها؟ مالا أيّا نمشيو نشوفو شنيّة حكايتها و نشوفو كان فمّة شكون يسكن فيها و إلّا يضيّفناشي حذاه اللّيلة؟ ايّ استنّاني هنا هاني جيت.
* فين نستنّاك هنا يا ولدي إستنّى ساقي ساقك.
هزّوا دبشهم و مشاو قربوا من البناية, لقاوه قصر عجيب, بيبانو من الّلوح الغالي, و دقادقوا من الذّهب الخالص
, تعجّبو من الجمال و البهرج الّي فيه, مشى ولدها دق الباب بالشويّة, و قعدوا يستنّاو ما جاوب حدّ, صبر شويّة و بعد ولّى يدق بالقوي, شيء ما فمّة حد, دز الباب شويّة يلقاه محلول, غزر لأمّو و قاللها شنوّة نعملوا؟ , قالتلو ندخلو عيّط يا أمالي الدّار, و نشوفو آشكون لداخل,
دخل و عيّط شيء, قعد يعيّط و يعاود يسمع كان صدى صوتو, قال لأمّو
* زعمة ما فمّة حد؟ القصر هذا الكل و مافيه حد؟ أيّا ندخلو؟
* ندخلو أما نردّو بالنا تطلعشي حُصّيلة, و كان لقينا شكون لداخل, ان شاء الله يقبلوا باش يضيّفونا
* يا أمّي تتصوّر مش يقولولنا لا و احنا حالتنا حالة سفر و تعب.
دخلو و هوما مازالوا يناديو على إمّالي الدّار , لا إمّلي الدار و لا شيء, و لقاوه قصر أعجوبة, فاخر برشة مؤثّث من كل شيء, قالتلو يا وليدي عمري ما ريت الشّيء هذا, داروا فيه تفقّدوا الأجنحة الكل ما لقاو حد, تفاهمو الأم و لدها باش يقعدوا فيه حتّى لين يجي شكون مولاه, و إلّا هوما يسهّل عليهم ربّي و يرجعوا لقصرهم معزّزين مكرّمين...
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منامة السلطان Empty رد: منامة السلطان

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:11


...

منامة السلطان
الحلقة الثّالثة



دخلت السّلطانة و ولدها للقصر, ما فيه حد, قرّروا باش يستقرّوا فيه حتّى يعمل ربّي نايب, كل يوم تقوم الأم بالقضية العاديّة متاع كل مرى حُرّة الحراير في دارها, و ولدها يطلع يدور و يجوب البلايص القريبة و البعيدة فمّاشي ما يلقى شكون يقُلّو غريبة قصر الدّهشة الّى طالع في وسط أرض قفراء, و شكون إمّاليه, شيء ما لقاش لا شكون يسأل لا عرف حاجة عليه, كيف يعيى يرجع للقصر حذى أمّو يحكيلها تقلّو وليدي الله غالب نرميو حملنا على ربّي و بقدرتو و رحمتة يعمللنا دليل.

السّلطان الظّالم كيف رجع و ما لقاش لا مرتو لا الولد الّي قالتلو ولدك, سأل عليهم ما جاوبو حدّ, قعد حاير فين مش يمشيو, مشى يتفقّد في الزوايل يلقاهم ناقصين زوز, سأل المسؤول على الكوري قالّو راني ما ريتش شكون هزّهم, عافبو عقاب شديد و قالّو حسابك معايا كيف يرجعو مازالت ما بردتش, كلّف أشجع الفرسان باش يلوّجوا عليهم, ما لقالهم حتّى أثر, تحلّف فيهم بالقتل, و أصدر أوامرو باش الّي يلقاهم عندو مكافئة كبيرة المهم يطيّرلهم روسهم الزّوز و الّي عاونهم على الهروب, لكن هو يتحلّف قال كيفاش الولد كبر و شبّ و أنا لا في علمي لا في درايتي, خمّم شويّة و قال ما تكون كان القابلة الدّاهية عندها علم و خبّات عليّة, و بعد بعث نادى للقابلة مش يستفسر على الحكاية, جاتو مرعوبة فهمت الّي يستنّى فيها, قالها
* انت تعرف سبّة الولد الّي طلعلي من تحت الأرض توّة تقلّي الحقيقة و إلّا نشرّحك هنا
* يا سيدي وين نعرف أنا, السّلطانة ملّي جابت الثلاثة كلاب, نكرتني و قالتلي إنت نحس عليّة كل ما تولّدني ولدي يقتلو بوه, و في الإخر جبت كلاب, و أمرت باش ما عادش ترى وجهي, و أنا ما نّجّمش نعصيلها أوامرها من نهارة آخر ولادة ما ريتهاش
* يزّي يا مرى, كيد النّساء نعرفو, و انت الوحيدة الّي تعرف الهموم الكل
* يا مولاي الّي نعرفو قلتهولك, و نعرف لو كان خالفت أموامرك مصيري شنوّة مش يكون, أنا مُستحيل نعمل عملة كيف هذه
* أيّ برّى أرجع لدارك, أما نهارة الّي نسمع بيك عندك يد في الحكاية مش نعلّقلك راسك على سور المدينة
خرجت المغبونة تبلع و تغُص و تحمد في ربّي إلّي خلّصها منّو و تعرف الّي السلطانة مستحيل تقلّو هي الّي عاونتها حتّى على قصّان رقبتها, على خاطر قامت معاها بأكثر من الواجب مع ولدها و كانت طوع أمرها في كل شيء, و قالت في نفسها, أنا نهارة الّي خذيت الولد أمانة عندي عاهدت ربّي نقوم باللّازم معاه و مع السّلطانة, كان جات الموت على على خاطر وصّلت الأمانة لإمّاليها مرحبا بيها, الّي كاتبو ربّي يصير, و لو نتخبّى في قاع بير.

السلطانة و و لدها, صحيح لقاو أرواحهم في أمان في هاكالقصر, لكن الخطر ديمة موجود, و ما نجّموش يعيشوا عيشة عاديّة عدّاو مُدّة و هوما يرقدوا بالخلاف باش يعسّوا يدخلشي عليهم نهار إمّالي القصر الّي سكنوا فيه و إلّا جماعة باعثهم السّلطان يلوّج عليهم, قدّ ما لوّجوا حلول باش يخرجوا من المصيبة هذة ما لقاوش, قالتلو
* وليدي الّي مكتوب على الجبين لازم تشوفو العين, و ان شاء الله حتّى كيف نموت, نموت بين إيديك, ماحلاها موتة
* صلّي على النّبي يا أمّي ان شاء الله ربّي يقدّرلنا كان الخير, و الظّالم عمرو ما يربح, و حتّى لو كان بابا, يجي نهار و ياخذ جزاه موش في الدّنيا في الآخرة يلقاه يستنّى فيه, و هذا ابتلاء ربّي ابتلانا بيه باش يشوف طاقة صبرنا, و ان شاء الله نتجاوزو هالمحنة و نعيش معاك و نشبع بيك و تشبع بيّة و بأولادي.
بكات السّلطانة كيف سمعت كلام ولدها الّي ما ربّاتوش و تفكّرت صنيع القابلة معاها, و دعاتلها دعوات خير, و تمنّات ربّي ينجّيها من السّلطان على خاطر تعرفو داهية و ينجّم يتبّع الخيط الّي يوصّلو ليها.

تعدّات الأيّام و هوما في قلق و في حيرة و في انتظار رحمة ربّي, لين نهار الأمير قاعد في شرفة من شرفات القصر, شاف راجل على بعيد, استغرب, توّة شهور ما فمّة حد, و آش يعمل في المنطقة هذه, يطلعشي مولى القصر؟ قرب الرّاجل حتّى ولّى ينجّم يسمعو و قال للأمير:
* السّلام عليكم
* و عليكم السّلام و رحمة الله و بركاته, شكونك إنت؟ و آش تعمل في هالخلاء؟
* أنا بعثني السّلطان بدر الدّين, مرتو و ولدو هربوا من القصر خايفين لا يقتلهم كيما عمل مع أولادو الأخرين, السّلطان خايف من منامة شافها توّة سنين الّي مش يجيب ولد و يفكلو عرشو,
* و شنيّة مُهمّتك في الحكاية هذه الكل؟
* مهمّتي نلقاهم, و خاصة ولدو نحكمو و نرجعلو بيه ما كانشي يقصّلي راسي
* مالا يا سيدي ربّي قصك التّعب, أنا هو الأمير الّي تلوّج عليه.
* إنت سيدي؟؟ إنت هو الأمير الّي الدنيا الكل مقلوبة عليه؟
* المطلوب و المهدّد بالقتل, إي تعم, برّة أرجع لبابا, و قلّو على لساني, " كان انت همّلتنا و خلّيتنا متشرّدين, راهو ربّي ما همّلناس و موش مش يتخلّى علينا أبدا
عطانا قصر* قدّ مدّ النّظر * سقفو من مرجان * هديّة العزيز الرّحمان

ودّع الرّاجل الأمير و رجع على ثنيّتو ماشي يوصّل الرسالة للسّلطان, و هو طاير من الفرحة على خاطر نجى من قصّان رقبتو, وصل للقصر بأقصى سرعة, و قالّو علّي شافو و سمعو, عاودلو بالحرف كلام ولدو, و قعد يستنّى في النّتيجة.
السّلطان خمّم خمّم و بعدقالو:
* ارجعلو توّة في الحين و اللّحظة, و اسألو إذا كان القصر الّي هوما فيه, فيهشي شجر ليمون ترجمان؟
المرسول مسكين ما لقاش حتّى الوقت باش يرتاح من تعب السّفر, و عاود شد الثّنيّة ماشي للأمير بأقصى سرعة, وصلّو قالّو الرّسالة الّي بعثو بيها السلطان, الأمير خمّم شويّة و بعد قالّو أرجعلي بعد شهر أتو نجاوبك.
شهر؟ أما شهر, كان يرجع للسلطان من غير جواب لاما يقضي عليه, مشلى تخبّى في بعض البلايص على أساس يقفل الشّهر الّي طلبو منّو الأمير مدّة انتظار و يرجعلو.
الرّاجل مشى, و الأمير دخل يجري لأمّو, قاللها:
* أعطيني زادي و زوّادي, و ما يسدّلي على قلبي و إفّادي, و يدلني بلاد غير بلادي
* وين ماشي يا وليدي, و شنيّة البلدان الأخرى الّي ناوي تمشيلها و إنت من نهارة الّي جينا لهنا و إنت كل يوم تطوف من أول النهار لين يطيح الّليل, و كان جات فمّة بلاد قريبة راهي عرضتك المُدّة هذه الكل؟ إنسى عيّش ولدي هدرة بوك و أصبر و خلّي ثقتك في ربّي كبيرة, و تذكّر الّي بوك ما يحب كان موتك.
* نعرف يا أمّي و لكن يلزمني نعمل حاجة, لوقتاش مش نقعدو عايشين هكّه على الهامش, أنا قلت بابا و تمنّيت ينسى الظّلم و الغطرسة الّي هو فيها على خاطر منامة مشومة, و هو ماهوش فاهم, مالا يا أنا يا هوّ و ان شاء الله ربّي معايا.

الأم قلبها تحرق و غصّتها البكية لكن شافت ولدها مصمّم علّي في مُخّو و زيد كلامو صحيح لوقتاش العيشة هذه؟ مشات لمّتلو الّي يلزم لسفرتو إلّي الله أعلم قدّاش مش تدوم, و وصّاتو و ودّعتّو و هي تبكي, و تدعي لربّي باش يحميه و يرجّعهولها سالم غانم.

الأمير قصد ربّي لا هو عارف وين الوجهة و لا شنيّة الغاية من هالسّفرة لكن هذاكة الحل الّي لقاه, يلزمو يتحرّك باش يخرجوا من المحنة الّي هوما فيها, قطع برور خلاء, أراضي قاحلة أكثر من الّي شافهم الكل, نهار هو يمشي, لقى غول ملوّح على ظهرو, تقولشي يلوّج على حاجة ضايعتلو, قرب منّو هبط من فوق الفرس و قالّو:
* مساء الخير يا جدّي
* مساء الخير يا وليدي, لو كان موش سلامك, سبق كلامك, ما تسمع الجبال كان طقطقة عظامك.
* علاش؟ شنوّة السّبب لهالكلام؟
*من الجوع و العطش
* صار هذه هي الحكاية, هاو عندي الخير و البركة
خرّج الأمير من زادو و عطى للغول كلى و شرب, كلاهم ماكلة غولّة بما يجي بجهدو, و كيف شبع و ارتوى غزر للأمير و قالو:
* آش جابك لبلاد الأغوال و الأهوال؟ آش تعمل هوني؟
* هذه حكاية طويلة يا جدّي, نحكيهالك وقت آخر
* لا لا عندي الوقت الكل يا وليدي إنت وكّلتني و شرّبتني , أحكيلي هاني نسمع فيك
حكى الأمير حكايتو و حكاية أمو بالبسباسة و ما زرعها للغول و هو يسمع فيه بانتباه كبير, كيف كمّل قالّو:
* يلزمك تمشي تشوف خويا الّي أكبر منّي, هو أكثر منّي حيلة و قدر, و أنا ما نجّمش نتصرّف وحدي من راسي على خاطر عندو سلطة عليّة, لكن هو الّي ينجّم يعاونك.
شكر الأمير الغول على النّصيحة, ودّعو و شد الثنيّة كيف العادة قطع برور أيامات و ليالي و هو يمشي, حتّى وصل لبلاصة خو الغول, و لقاه جيعان عطشان يلوّج على ما ياكل, رمى عليه السّلام و جاوبو نفس جواب خوه, مدّلو الأمير كلى و شرب, و حكالو حكايتو , سمعو الغول و بعد قالو
* يلزمك تمشي تشوف أختي الغولة الكبيرة, هي أكبر منّي سن و قدر و ما نجّم نتقوّى عليها في شيء, لكن رد بالك كيف توصللها, ثبّت كان لقيتها شعرها مشعشط, و هايج, و ولدها يبكي بحذاها, رد بالك تشوفك و لا تقربلها, راهي تاكلك من غير ما تشعر, أما كان لقيتها تغنّي و ترحي في شويّة قمح, و ولدها يلعب, تقدم و اقربلها, و خوذ شويّة نعمة سفّها, و اشرب من لبنها, و قوللها " جيت ضيف على ولدك عمُر" هكّة تستقبلك بلا خوف و لا خطر عليك.

حفظ الأمير وصايا الغول الثّاني كلمة كلمة, و مشى يجري للغولة الكبيرة, كيف وصل حذاها تخبّى و قعد يعسّ يلقاها, شعرها هايج, عينيها تتشاعل, بكلهم شر, و تزهر كيف الصّيد الجيعان المحصور في قفص, ترعب لكن كيما قالو خوها أتو تهدى و يمشيلها يكلّمها, لكن مدّة انتظارو طوالت عليه, هو هكّاكة مرعوب شافها قامت غسلت وجّهها و شدّت شعرها, و عاودت قعدت قدّام الرّحى, ولّات تغنّي و زاهية و ترحي في القمح, و في لحظة ولدها الّي كان يبكي سكت و قعد يلعب, تهنّى الأمير الّي أخيرا ينجّم يعمل بوصاية خوها, خرج منين كان متخُبّي قربلها, هزّ طريّف نعمة حطّها في فمّو, و شرب عليها شويّة من حليبها, و قاللها:
* جيت في ضيافة عمُر ولدك
ولدها سمع إسمو, و شاف الرّاجل الغريب , بدى ينقّز و يقول
* من فضلك, من فضلك, نحب ناكلّك عينك, نحب ناكلّك وذنك قالتلو أمّو
* أسكت, لا عين لا وذن, أخوالك في طريقي مانعين عليّة رزقي و رزق أولادي, و بعّد تلفّتت للأمير و قالتلو
* آش جيّبك لهنا يا أمير؟؟
* شر و الدّنيا تسكّرت في وجهي
جاوبها هكّة و حكالها حكايتو الكل, لين وصل كيفاش تقابل مع أخواتها الّي أصغر منها, و الّي هو مبعوث من خوها, أيّ سمعتّو بكل انتباه, و بعد قالتلو
* حالك صعب عليّة, استنّى أتو يدلّك ولدي
قعد باهت كيفاش ولد صغير مش يدلّو و هو في بالو الأغوال عندهم دبارة, ياخي طلع وليّد صغيّر مش يمشي معاه و يدلّو لبلاصة, شافتّو الغولة ماهوش قابل الحكاية و يخمّم, أما ما أعارتّوش اهتمام و قعدت تحكي عادي,
* مش توصل لبستان كبير أدخل و قلّع شجرة بعد الأخرى, حتّى تلقى وحدة تحتها جَرّة, خوذ الجرّة و الشّجرة, هذية شجرة اللّيمون التّرجمان, أما رد بالك, لو كان تبّعك حدّ و خلط عليك و قالّك ميش هذيكة الشّجرة الّي تلوّج عليها ما يهمّكش فيه و رد بالك تتلفّت وراك, هاني انّبه عليك كان دوّرت راسك راك مشيت.
شكر الأمير الغولة على نصيحتهاو ودّعها, و شد يتبّع في ولدها يدل فيه على ثنيّة البستان’ حتّى وقف قُدّامو, غاب ولد الغولة كيف الملحة, دخل الأمير للبستان ميّت بالخوف, استنّى يطلعلوشي حد, كيف اطمان الّي البلاصة أمان لوّج على مسحة و بدى يقلّع في الشجر, و يشوف آش تحتهم لين لقى الجَرّة, ارتاح شويّة و هز آك الشّجرة و الجرّة ربطهم بالقدى على الفرسة, كيما قالتلو الغولة, هو خارج يسمع في صوت يناديلو باسمو, و يقلّو ميش هذيكة الشّجرة الّي جيت تلوّج عليها, من الأحسن ترجّعها و الّي جيت على خاطرها هاي عندي, الأمير تذكر وصيّة الغولة باش ما يدوّرش راسو و ما يتلفّتش وراه, ركب على الفرسة و نخزها, طارت بيه في لحظة, بعِد حتّى لين ماعادش واصلو الصّوت.

فرح الأمير إنّو وصل للّي حاجتو بيه, في طريق رجوعو تعدّى على الغولة شكرها قالتلو وقت الّي تجي حاجتك بيّا مرحبا بيك في كل وقت, ودّعها و كمّل تعدّى فين أخواتها شكرهم على نصيحتهم و على وقفتهم معاه, و شد الثّنيّة يجري مرّوح حذى أمّو توحّشها برشة.

وصل للقصر, استقبلتّو أمّو بالزّغاريت, و البوس و الدّموع, و الفرحة برجوعو سالم بعد غيبة طويلة, و حكاتلو كيفاش كانت متحيّرة كيف طوّل الغيبة في بالها بوه لقالو أثر و قتلو, فرح بيها هو زادةز طمّنها إنّو ربّي كان معاه, و حقّقلو الّي خرج على خاطرو.
بعد وصولو بأيّامات رجعلو المرسول متاع بوه يحب على الجواب على سؤال السّلطان, استقبلو الأمير و رحّب بيه و قالّو برّة لبابا قلّو:
* إنت خلّيتنا لكن ربّي ما خلأّهاش بينا و رحمنا ورزقنا * قصر قد مَدة البحر * سقفو مرجان * هديّة من العزيز الرّحمان * و فيه اللّيمون التّرجمان

حفظ الرّاجل الكلام و رجع يجري للسّلطان قالّو الجواب, زاد استغرب السّلطان, لكن زاد أصر باش يقضي على ولدو و مرتو في أقرب فرصة, خمّم شويّة و بعد قال للمرسول:
* برّة أرجع, و قول للملعون, شوف في القصر الّي انت فيه فمّاشي سلسلة بنت سلطان الجنّ...

Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منامة السلطان Empty رد: منامة السلطان

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:12

...

منامة السلطان
الحلقة الرّابعة و الأخيرة


خرج المرسول من غير ما يرتاح و من غير ما يضيّع وقت, شد الثّنيّة الّي ولّى حافظها النّهار الكل و هو ماشي جاي بين السّلطان و بوه, وصل لقصر الأمير سلّمو رسالة بوه بالحرف, الأمير كان يعرف الّي بوه ماهوش مش يسلّم و إلّا يتراجع على الّي في مُخّو, تقبّل الرّسالة من غير قلق, عطى للمرسول الّي كتب جزاء ليه و قالّو يرجعلو بعد شهر, كيف العادة آكالرّاجل مشى خبّى راسو على السّلطان حتّى موعد رجوعو بالجواب.
دخل الأمير لأمّو و حكالها علّي صار مع المرسول, و قاللها
* بابا يحب يعجّزني, لكن أنا كيما عملت في المرّة الأولى مانيش مش نسلّم توّة يا أنا يا هو
* عيّش ولدي, بوك ما يحب كان هلاكك, و كل مرّة مش يجيبلك حكاية لين يتبّعك و يشدّك, يكون العقل منّك خلّيه بهبالو و ان شاء الله ربّي ما يضيّعناش, المهم نصبرو علّي عطانا
* لا يا أمّي مانيش مش نستسلم و لازم نغلبو, هو معاندي أنا أكثر منّو.
قرّقت بيه أمو, بكات شيء, راسو كاسح و ماهوش مش يتراجع, قاللها
* أعطيني زادي و زوّادي, و ما يسدّلي على قلبي و إفّادي و يدخّلني بلاد غير بلادي.
مشات بعد ما أيّست من إنّو يسمعها حضّرتلو كيما طلب, و حضّرتلو هدايا للأغوال الّي عاونوه في المرّة الأولى, ودعتّو باكية دامعة, و قلبها حزين, تمنّاتلو سفرة ميمونة, و دعاتلو باش ربّي يسلّمو من كل شر و يكون معاه و يرجعهولها في أقرب وقت.

الأمير خرج مسافر و كلّو شجاعة باش يجيب الجواب لبوه, شد الثّنيّة و توجّه طول للبلاصة الّي لقى فيها الغول الأول في السفرة السابقة, وصل بحذاه رمى عليه السّلام, و مدّلو الهديّة الّي جابهالو, و تعدّى للغول الثّاني كيف كيف, و واصل طريقو حتّى لين وصل للأخت الكبيرة, الغولة الطّيبة, و خذى حذرو منها و قعد يستنّى حتّى شافها هدات و رجعت تغني قربّلها و مدّلها هديّتها, قالتلو
* شنوّة سبب رحلتك المرّة هذه؟
* جيت نلوّج على سليسلة بنت سلطان الجن.
* أه يا وليدي هذه صعيبة و صعيبة برشة.
* ما فمّاش حيلة نجّمو نوصلو بيها, انت تعرف الّي ما عنديش غيرك يعاونّي و بابا مازال شادد صحيح مش يقتلني.
* خليني نخمّم و أتو نشوف.
قعدت تخمّم مدة طويلة و تلوّج في حيلة باش توصّلو للّي جاء شق برور باش يلقاه, و بعد قالتلو:
* توّة في الحين ولدي يمشي معاك, اتهنّى و ما تقلّقش روحك, كيف توصللها, أتو تلقاها قاعدة على عرش, أقربلها و كلّمها و ما تخافش.

أيّ تهنّى الأمير الّي صديقتو العزيزة قدّمتلو النّصيحة, ارتاح شويّة بحذاها, كلى و شرب, و قام استعد للطّريق, مشى معاه ولد كبيرة الأغوال حتّى لين وصّلو قدّام البستان الّي قلّع منّو شجرة ليمون التّرجمان المرّة الأولى, خلّاه عند الباب و ذاب.

تشجّع الأمير كيما وصّاتو الغولة و نحّى الخوف من قلبو و دخل للبستان, كانت سليسلة الّي يلوّج عليها قاعدة, بكل جمالها و أناقتها, عينيها كْحل كبار, شعرها أكحل و طويل, كانت مزيانة ياسر كيف القمر ليلة أربعطاش, قرب منها و سلّم عليها و حكالها حكايتو الكل, هو يحكي و هي قالتلو:
* سامحني, موش لازم باش تعاود تحكيلي حكايتك, أنا نعرف الّي صار الكلّ
* منين تعرف؟ أنا جيت باش نحكيلك و تشوفلي حل.
*أنا قلتلك نعرف من غير ما تسألني على التّفاصيل
* معناها مستعدّة باش تمشي معايا؟
* إي نعم مستعدّة, خلّيلي شويّة وقت نحضّر فيه روحي و نجي معاك.
الأمير كان فرحان فرحة عظيمة, الغولة قالتلو الطّلب صعيب برشة, لكن سليسلة بنت سلطان الجان كانت رقيقة في الحديث معاه و وافقتّو على طول كيف طلب منها تسافر معاه.
أصدرت الامر سليسلة من هنا و من غادي, حضر كل شيء, هزّت معاها وصيفتها, و واحد من الحراس و كلب و شدّوا الثّنيّة.

في طريق العودة للقصر, تعدّاو للأغوال الثّلاثة الّي فرحو بيهم, و كمّلوا ثنيّتهم بسهولة حتّى لين وصلوا, استقبلتهم السّلطانة و هي قريب تهبل من الفرحة الّي شافت ولدها حي, و حمدت ربّي أنّو رجعلها سلامات, فرحت بأميرة الجان و الخدم متاعها, و عدّاو أيّامات في فرح و سرور.
حتّى نهار المرسول دق الباب في الموعد المحدد بينو و بين الأمير, استقبلو أحر استقبال و عطاه هديّة و قالّو امشي لبابا قلّو:
* إنت همّلتنا لكن ربّي ما همّلناش و ما ضيّعناش, رحمنا و رزقنا, عندنا قصر * واسع كيف البحر * سقفو من مرجان * هديّة العزيز الرّحمان * فيه اللّيمون التّرجمان * و سليسلة بنت سلطان الجان *
الرّاجل ما كذّب خبر طار رجع للسّلطان الّي يستنّى فيه على أحر من الجمر, قالّو الرسالة بالحرف, قالّو برّة أرجعلو و قلّو السّلطان مش يزورك نهار الجمعة في وقت محدّد و أرجعلي باش تدلّنا على طريقو.

الرّاجل مسكين كل مرّة يقول هانت يلقى روحو راجع من نفس الثّنيّة يهز في رسالة هذا لهذا, لكن قال في نفسو هذا السلطان شكون ينجّم يقلّو لا, أيّ رجع على ثنيتو, و صل لأمير قالو, السلطان مش يزورك, الأمير عكس ما كان يتوقّع الرّاجل فرح بالخبر و اعتبرو بشارة خير و من نهارتها و هوما قالبين القصر ينظّفوا و يفرشوا فيه بالزّرابي, و يبخّروا في الأجنحة الكل , حاجة تليق بسلطان المدينة, و الأمير كان كلّو أمل باش توفى المُشكلة بينو و بين بوه على خير و يلقاو حل للعيشة الّي عايشينها على خاطر منامة من أكثر من عشرين سنة.

جاء نهار الجمعة, كان كل شيء حاضر, و في الوقت المحدّد لزيارة السّلطان, قعدت سليسلة بنت سلطان الجان على كرسي من ذهب, و الأمير على كرسي من فُضّة و السّلطان قعدت حذى ولدها, وصل السّلطان و رَكْبو, و كان مرافقو وزيرو للضّيافة, استقبلوهم استقبال بكل تقدير و احترام تقولشي لا كان و لا صار, المأدبة كانت حاضرة, كلاو شربوا ضحكوا, تبادلوا الحكايات و النّكت و كان الجو عائلي بأتم معنى الكلمة, تلفّت الأمير لأمّو و غمزها باش تخلط عليه عندو ما يقوللها, قام واحد بعد الآخر, قاللها:
* يا أمّي مانيش مرتاح لبابا, و خايف لا يطلع عمللنا حيلة مش يقضي علينا الكل
* حتّى أنا يا وليدي عمري على قد ما عاشرتو لا ريتو في الهدوء هذا و الهدرة الّي يحكي فيها عمرو ما حكى معايا كان بالعياط و الرّعب, ما نتذكّروش نهار ضحك, لا لا الحكياة ميش مقبولة, طره أسأل سليسلة لازم تعرف السبّة شنيّة؟
* لا يا أمّي من غير سليسلة, أنا مش نستعد للغدرة منّو و من الوزير الّي جايبو معاه, شكون يعرف, و إنت برّة أرجع بحذاهم, كان صارت حاجة تخبّاو و أنا أتو نتصرّف.

في الأثناء هذيكة, كيف قام الأمير و أمّو مش يحكيو, قرُبْ السّلطان لسليسلة و قاللها:
* طول عمري نسمع بجمالك الفتّان لكن ماكنتش نتصوّرو لهالدّرجة؟
* إي و بعد, هاك لقيت جمالي فتّان؟
* أنا نتمنّى نتزوّجك, لكن قُدّامي مشكلة يلزمني نحلّها
* و شكون قالك الّي أنا نقبل نتزوّجك؟
* أنا السّلطان و إنس من خيار الجنس, و كيف نتمنّى حاجة ما تصعبش عليّا.
* و أنا أميرة بنت سلطان الجان, و كيف نفكّر في حاجة ما تصعبش عليّة.
* معناها رافضة تتزوّج منّي
* نعرف شنيّة المشكلة الّي تمنعك و بعد نقلّك جوابي؟
* لو قتلت الأمير ولدي تتنحّى المشكلة
* شكون مش يقتلو, أنا و إلّا إنت؟
* لا إنت, أنا في حضرتك ما نجّم نعمل شيء

رجع الأمير و أمّو قعدو مع الجماعة الكل, لاحظ الّي سليسلة ماهيش في حالة عاديّة شك في بوه تصرّفشي تصرّف ما يليقش لا بمقامها و لا بمقامو, سألها بالشّوية باش ما يسمعو حد شبيها تقلبت, قالتلو
* منامة السّلطان مش تتحقّق
* شنيّة؟ منامة بابا؟
هو يسأل فيها هكّاكة و سليسلة نادات على حرسها الخاص بإشارة وحدة أمرتو باش يقتل السّلطان و وزيرو, خرّج الحارس السيف من غمدو, و في سرعة البرق قطع الزّوز روس.
الأمير تصدم من المنظر و من سرعة التّنفيذ, و شاف راس بوه كيفاش طار ما حملش, رغم إنّو السّلطان كان يعتبرو عدوّو الّلدود و ما ضيّعش فرصة باش يقتلو, إلّا أنّو في النّهاية بوه, عمرو ما شافو و لا كلّمو و لا ضحك معاه كان اليوم, هو يبكي, و سليسلة قالتلو كان ما عملتش هكّاكة راهو هو طيّرلك راسك, و حكاتلو علّي دار بينها و بين السّلطان في غيبتو.

السلطانة قامت تزغرت كيف شافت المنظر و بدات تبوس في النّاس الكل و أولهم الحارس الشّخصي متاع سليسلة, الّي ضربة سيفو رتّحتها من عذاب سنين حرمان من السّعادة ومن ولدها.

بعد ما هدى الأمير, طلب من المرافقين متاع بوه باش يرجعوا للمدينة, و يعلنوا قرب موعد وصولو باش يخلف بوه في السّلطنة.
تمّت الأستعدادات كيما يلزم, و بعد أيامات قلال رجعت السّلطانة و ولدها للقصر الّي خرجت منّو هاربة بين عشيّة و ضُحاها, و كانت معاهم سليسلة و الخدم الّي تابعينها الكل, كان رجوعو للبلاد حفلة و عيد, النّاس الكل فرحت بموت السّلطان أكثر من ولدو الّي خلفو, على خاطر كانو يعانيو في ظلمو و في غطرستو و في هبالو.
و تقامت الأفراح و اللّيالي الملاح في قصر السّلطان و كانت المناسبة كبيرة, رجوعهم سالمين, و السّلطنة في أيادي أمينة على خاطر الأمير من صغرو تربّى على المبادئ الصّحيحة الّي ما تنجّم تخرّج كان إنسان صالح ليه و للعباد, و المناسبة الأسعد هي زواجو من سليسلة, الّي حبّها من لحظة الّي شافها.
و تحقّقت منامة السّلطان الّي ماكانش سلطان حتّى على روحو و نفسو الأمّارة بالسوء
و مشيت و خلّيتهم و بعيني ما ريتهم...

******

إن شاء الله تكون عجبتكم الحكاية ،،،
انتظروا المزيد...
أجمل تحيات فريق عمل منتدى الهوايات والترفيه.
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

منامة السلطان Empty رد: منامة السلطان

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:12

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع