العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الحمّال و الإخوة الثلاثة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

الحمّال و الإخوة الثلاثة Empty الحمّال و الإخوة الثلاثة

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:13







[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]





الحمّال و الإخوة الثلاثة
الحلقة الأولى



يحكيو على راجل يخدم حمّال, شاب صغير, في العمر بين 17 و 18 سنة, إسمو بدرالدّين, خرج كيف العادة و كل صباح يا ربّي العمال عليك و الشّدّة فيك, مش يلقّط رزقو, دار من هنا, دار من هنا, مشى و جاء في السّوق بين الحوانت فمّاشي شكون مش يناديلو يهزّلو قضْية, شيء ما لقاش, مشى تحت حيط حانوت من الحوانت و قعد يستنّى, هو هكّاكة, و وقفت قّدّامو طفلة ملفوفة بكلّها في لحفة حرير, ما شاف كان عينيها, كانوا كافيين باش يدخل بعضو. غزرتلو, قالتلو, هات قُفّتك و تبّعني, قام يجري و قال هالنّهار المبروك ان شاء الله رزق حسَن يا ربّي, أيّ بدات هاكلطّفلة إسمها نور تدور من حانوت لحانوت تشري و تكدّس في القُفّة, الخيرات السّبعة شراتهم, و كل حانوت تخرج منّو, بدر الدّين يقول أكاهو وفينا, تعاود تُدخل للّي بعدو, لين ما عادش ينجّم يحرحزها القُفّة على ما تعبّات, قاللها:
* كان في بالي القضْية مش تكون كبيرة راني جبت برويطة
* لا هانا قريب نوصلوا, كمّلت خذيت الّي لازمني.
* هذا الكل لازمك, لا إلاه إلّا الله...
* من الصّباح و انت تدور و ما خدّمك حد؟ توّة ولّيت تدّخل في أومري؟
* لا لا , غير القُفّة ثُقلت عليّا.
تغشّشت نور كيفاش يكلّم فيها و مشات قّدامو, ثنيّة كاملة و هو يقاسي, حتّى وصلوا لباب دار كبيرة, بابها كبير منقوش, سورها عالي, نحّات لحفتها و دقّت الباب,شافها بدر الدّين لقاها جميلة ياسر, هو مازال باهت فيها, تحلّ الباب على فردتين, و شاف قُدّامو طفلة أزين من الأولى و أحلى منها,إسمها نورهان, من غير ما يشعر سيّب القُفّة طاحت من فوق راسو, غزروا لبعضهم البنات و ضحكوا, قاللهم عمري ما ريت نهار كيف اليوم, أيّ لمّ الّي تفرّت من القُفّة و طلبت منّو نورهان باش يدخّل القضية الكل للدّار, تبّعهم يلقاها من أروع ما شاف, الأثاث و الزّينة و السّتاير الحرير و الكراسي المنقوشة المرصّعة بأحجار أشكال و ألوان, الشّيء خيالي, عمرو ماكن يتوقّع هذا الكل, نافورة منقوشة منصوبة في الوسط , القصر واسع,الكلو أجنحة فاخرة محلولة على بعضها, منظر رايع, لكن ما ينجّمش يكون لناس عاديّين, و يشوف في طفلة ثالثة, قاعدة بعيد, إسمها إسمهان من نور وجّها عثر طاح, عاودت تفرّتت القُفّة, عاودوا ضحكوا عليه البنات الثّلاثة, اسمهان كيف شافتّو هكّاكة لا يزّي من التّعب و زيد الطّيحة قالت:
* شبيكم تغزرولوا و هو يقاسي, عاونوه باش يرتاح من الحمل الّي هازّو؟
أيّ داروا بيه البنات عاونوه, و هو موش مصدّق يغزر لوحدة ينسى الأخرى, هزّوا القضية رتّبوها كل حاجة في بقعتها, و هو يتبّع فيهم بعينيه, من تركينة لتركينة, قال في نفسو ثلاثة بنات كل وحدة أسمح من الأخرى و عمري ما ريت في حسنهم و جمالهم عايشين وحدهم؟ من غير راجل؟ و بدى الشّيطان يوسوسلو, هو هكّاكة متعجّب, و جاتو اسمهان مدّتلو دينارين, خذاهم و ما قال حتّى كلمة, مازال باهت في عجب ربّي , قالتلو:
* تفضّل كمّلنا, ما عجبكش الخلاص؟
هو مازال ما نطقش كمّلت نور مدّتلو دينار, و فسحولوا الثّنيّة باش يخرج, ما تحرّكش, قالتلو نور:
* يا خويا كمّلنا... ايّ توكّل على ربّي بالسّلامة و إلّا مازلت تحب دينار آخر؟
* لا لا يعطيكم الصّحّة الحمد لله أجرتي وصلت و بالوافي, لكن الّي معجّبني, كيفاش انتم ثلاثة بنات في زينكم و جمالكم الّي عمري ماريتو, عايشين لا راجل لا ونيس, و القضية هذيكة الكل ليكم وحّدكم؟ - وخيّنا مكرور من لسانو, ما يعرفش يشوف و يسكت- أنا نعرف الّي الصّمعة ما تقوم كان على أربعة ركايز, انتم ثلاثة و يلزمكم ركيزة رابعة, راجل يفهم و يقدّر, ذكي, و يحفظ السّر, و يقوم على شؤونكم. البنات الثّلاثة الّي هوما أخوات عجبهم كلامو تكلّمت, اسمهان الكبيرة قالتلو:
* احنا ما مانجّموش نستأمنو راجل على حياتنا و أسرارنا و ما عندناش ثقة في حتّى حد, و شكون الّي مش يحفظلك سرّك إذا انت ما حافظتش عليه و خلّيتو في قلبك, انت مازلت كيف دخلت بحذانا , و انت حمّال جبتلنا قضيتنا من السّوق شوف كيفاش ولّيت تسأل فينا على أمور ما تعنيكش؟ خلّي مش ندخّلوا لدارنا و حياتنا راجل غريب؟
* و فاش قام تدخّلوا في راجل غريب؟ و أنا آش قاعد نعمل, أنا نوعدكم نكون راجل في المستوى, راني قاري و متعلّم و حافظ برشة حكم و أقوال للعلماء و حافظ الشّعر, و نعرف الباهي و الدّوني موش تشوفوا فيّة حمّال معناها مانفهمش, انا راجل و سيد الرّجال, و سامحوني كان سألتكم على خاطر أمركم يحيّر, و كيف ما قلتلكم, الصّمعة ما تاقف إلّا على أربعة ركايز, و انا نشوف روحي الرّابعة, أيّ شنوّة رايكم؟ و شنيّة أساميكم, أنا إسمي بدر الدّين
*البنات ما كانوش يستنّاو في عرض هكّة ضربة وحدة, ضحكوا, و قدّمت كل وحدة روحها بإسمها و بعد تكلّمت إسمهان قالتلو:
* في بالك العيشة في القصر هذا و الماكلة و حاجياتنا قدّاش تكلّفنا؟ برشة فلوس, عندك باش تشارك معانا في مصاريف عيشتنا؟ على خاطر كان تتصوّر روحك مش تعيش معانا من غير ما تساهم في المصاريف, و تعشق في وجوهنا و في خيالنا, هذه حكاية إنساها.
* انا ما عنديش ما يخلّيني نتبّع مستوى عيشتكم, الّي نوعدكم بيه, إنّي نتعاشر معاكم بالمعروف.
البنات الثّلاثة ضحكوا عليه حتّى شبعوا, الرّاجل جاء حمّال يحب يولّي ساكن ماكل شارب قال شنوّة مش يعاشرهم بالمعروف, نورهان قالتلو:
* من غير ما تكثّر الهدرة, ما عندكش فلوس, الباب يفوّت جمل, عندك؟ فمّة كلام آخر...

كيف ضحكوا عليه تبهذل و حس الّي هو يحكي معاهم بجدّو و هوما كانوا عاملينوا ضحكة, عينيه تعبّات بالدّموع على البخسة الّي كلاها, و لو انّو يستاهل, يتدخّل في ما لا يعنيه, كيف شافتّو نور هكّاكة عزّ بيها و غاضها كيفاش بكى لا يزّي من ضحكهم لا يزّي عايروه الّي هو حمّال و فقير, قالت لأخواتها:
* بالله أخطاوه, و اذا كان ماعندوش فلوس؟ الرّاجل قاللكم انا مستعد نحفظ السّر و نحافظ عليكم, و انا مش ندفع منابو, و نخلّيوه معانا, مازال صغير نحسبوه خو لينا و نجرّبوه, كان فلح قعد, طلح الباب الّي دخل منّو على ساقيه, يخرج منّو على لوحة...
بدر الدّين من فرحتو كيف سمع كلام نور ما ركّزش برشة في آخر جملة شد يبوسلها في إيدها و هو يشكر و جايب ما عندو, قامت اسمهان قالتلو:
* مازلنا ما وافقناش إحنا, و أنا قلتلك كان عندك فلوس فمّة كلام آخر, و كيف نور مش تدفع في بلاصتك, هذا ما يفكّكش من الشّروط الّي مش نشرطوهم عليك.
* أنا من توّة رهن إشارتكم, إلّي تشرطوه الكل ننفّذو من غير نقاش, و موافق على طول
* هو شرط واحد, مهما يصير هنا و تراه بعينيك و تعيشو, ما تسألنا حتّى سؤال, و ما تدّخلش في حاجة ما تعنيكش, و كان عملت العكس تتعاقب شرّ عقاب, و قتها لا تفكّك نور و لا قرايتك و لا لسانك الّي يغزل الحرير.
* موافق و راس عينيّا كلامكم الكل يتنفّذ, انا بكّوش و أطرش و أعمى, و ان شاء الله ما تشوفوا منّي كان الخير.
عاودوا ضحكوا عليه البنات, لكن المرّة هذه ما توجعش منهم ضحكهم الياسر, الّي حب يوصلّو وصل, و هو معمّل مش يكون في المستوى, لكن الّي لسانو متبرّي منّو صعيب يحافظ على وعد الكتمان.

بعد ما عدّاو عليه وقيّت و هوما يفدلكوا مرّة معاه, مرّة عليه قاموا يحضّروا في ماكلتهم, و بداو كل وحدة لاهية بحاجة, الّي يطيّب و الّي تحط في الطّاولة, لكن القضية الّي جابها الحمّال على راسو كان فيها برشة ماكلة و غلّة و فواكه, قال في نفسو, إذا كان هوما ثلاثة بنات, مالا الخيرات الكل لشكون؟ لا لا هاذم بكلهم ألغاز, و دار على روحو علاش يقبل في الشّرط باش مل يسألش و ما ينسنسش, لاحظوا عليه البنات الّي هو سارح مع خيالو و شافهم هو انهم يحكيو مع بعضهم بالعينين كيف يحبّوا يقولوا حاجة ما يفهمهاش, هو هكّاكة يخمّم و حاير و الطّاولة تنصبت فوقها ما لذّ و طاب, الخيرات تقول ماكلة متاع عرش, كل شيء قُدّامو, و يشوف في الطّاولة و يقول ماهمش وحدهم, لازم فمّة في الحكاية أسرار موش سر, فجأة تجيه ضربة على عين قفاه من عند إسمهان, الّي من قبل ما تقبلو معاهم ماهيش مرتاحتلو, قالتلو:
* ماهو تفاهمنا ما تدّخلش في حاجة ما تخصّكش؟
* و انا شنوّة قلت؟
الضربة كانت على غفلة, و ما استنّاش باش يتضرب, في الشّروط الّي شرطوهم ما حكاوش على الضّرب, مسكين قعد يحكّ في البلاصة المضروبة و يغزر للأخرين يستنّى في كل وحدة وقتاش مت تعطيه بايو, و بعد قال لإسمهان:
* و الله ما حلّيت فُمّي
* في بالي, أما مُخّك بدى يهز و يجيب, و الوسواس الخنّاس, بدى يخدم في خدمتو, و كيما وعدناك, ما حبّيتش تخرج من الباب على ساقيك, تخرج منّو على لوحة, لو كان تنقض العهد الّي بيناتنا.

بدر الدّين تأكد كيف سمع تهديدها الّي الحكاية ماهيش لعبة و صمعة على أربعة ركايز, لا الحكاية فيها تمرميد و تعذيب و برشة حاجات ما خمّمش فيهم من الطّمع الّي عمالو عينيه, و بدى يندم, بدى ياكل في بعضو, لكن توّة ما ينجّم يعمل حتّى شيء, و لا يقول حتّى شيء, و الأفكار و شوف و شوف يفكّرشي, الطّفلة مادام ضربتّو ضربة موجعة علّي في مُخّو... معناها الله أعلم شنوّة مش يصير فيه.
أيّ بردت الضّربة شويّة, نسّى روحو زعمة زعمة ما صار شيء بعد ما عاود وعدهم الّي مش يكون في المستوى, و بداو ياكلوا, و هوما في غاية من البهجة و السّعادة, البنات لقاو شكون يونّسهم و يضحّكهم و يضحكوا عليه شويّة, و هو لقى قُدّامو ثلاثة بنات من أروع و أجمل ما شاف, على قد ماهوما ياكلوا و هو مسكين عينيه من وحدة لوحدة يغزر و يصلّي على النّبي, موش مصدّق المشهد الّي عايشو, و نسى الضّربة و نسى الخوف منهم, و بدى الغناء و الشّطيح, و هوما بنات حلالف, هو يقعد مش ياكل لقمة, و هوما يقيّموه, حصيلو الحمّال بدر الدّين الّي كان قبل ساعات قليلة ملوّح في السّوق يستنّى في رزقو, لقى روحو يشطح و يمرّح واكل, شارب, معاه أجمل ما رات عينيه, في قصر أثاثو مرصّع بالجواهر, فين ما يرمي عينو يشوف كان الخيرات مطيّشة, الرّاجل في سعادة عمرو ما كان يحلم بيها, طلبوا منّوا يغنّي غنّى, يقول عليهم شعر قال, يقوللهم نُكت و يضحّكهم عمل أكثر من الّي وصاووه, قالولاو اشطح شطح, هو هكّاكة و قامت نورهان مشات جابت صندوق كبير تكركر فيه حتّى وصّلتّو حذاهم, داروا بيه البنات, حطّوا بدر الدّين قُدّام الصّندوق, تفجع منهم لكن ما يلزمهمش يشوفوا ردّة فعلو, تقدّمت إسمهان حلّتّ الصّندوق, جبدت منّو حاجة حطّتها وراء ظهرها و قالتلو :
* شنوّة الّي مخبّي ورايا؟
بدى يسمّي, هو يغلط و نور بالسوط على ظهرو, و يضحكوا, لين كلى على راسو حتّى شبع أخر كلمة قاللها سبحة, قالتلو لو كان من الأول قلت سبحة راك ما تضربتش, هو ما زال يمسّ في ظهرو من وجيعة السّياط الّي لسعوه, و قامت نورهان تقدّمت للصندوق, خبّات حاجة وراء ظهرها, و قالتلو, شنوّة اليّ ورايا؟ بدى يسمّي و يغلط و الضّرب المرّة هذه أقوى لين قال وشاح, ضحكوا عليه و قالولو كان قلت وشاح من الأول راك منعت, نور تقدّمت للصّندوق و هو قام نطّر فرد تنطيرة, قاللهم كان هذا لعبكم أنا ما يساعدنيش, ظهري ولّى يوجع فيّة و ما نعرفش علاش تعذّبوا فيّة هكّة, نور قالتلو:
* انت دخّلت إيدك للمغاغر, تلسعك اللّفاعي مالا في بالك مش نغنّيو و نشطحوا أكاهو, هذا تابع جوّنا و انت قبلت بشرطنا, ما تنجّمش تقول لا توّة, وفى عليك الرّاي.
و عملت كيف أخواتها و عاود تضرب على ظهرو, لين ماعادش ينجّم بالوجيعة ولّى يسمّي في الدّبش الكل على بعضو لين قال مطرقة, تهز نور المطرقة الّي مخبّية وراء ظهرها و تلوّحها عليه, منع منها بالرّوح, قالتلو كان من الأول قلت مطرقة, راك ما تضربتش, شدّ أجنابو المغبون, و بدى يعيّط بظهرو, و يقرّق بيهم باش يعتقوه, ضحكوا عليه كيف العادة, جابوا كمّدولوا البلايص المسلوخة الّي خلاهم السوط على ظهرو سبِتْ سبِتْ, و رجعوا يغنّيو شايخين, و هو باهت و يتدكّر في النّهار الأحرف و السّاعة السّو الّي جمعتّو بيهم, و قال هذا كفويا نستاهل آش مكلّمني و آش مطمّعني حتّى يعملوا فيّة هكّة هالكلاب, لكن فيسع ما تبدّل الجو و و نسى وجايعو كيف قاموا البنات يشطحوا, شافوه كيفاش شايخ يعشق فيهم من وحدة لوحدة, جاتو ضربة على عين قفاه من إسمهان, قالتلو:
* أيّ بابا ورّينا عرض أكتافك, يزّيك ما قعدت
* علاش؟ شنوّة ريتوا منّي؟ هاكم ضربتوني و سكت, و ما سألتش على حتّى شيء
* لكن موجوع من الضّرب, و نعرفوك ماكش مش تهنّي روحك, أيّ الباب يستنّى
بدى يقرّق و يبكي, خليوني نكمّل حذاكم اللّيلة و غدوة وجهي ماعادش تشوفوه, شدّوا صحيح, إسمهان و نورهان, تدخّلت نور كيف العادة قالتلهم:
* كان تحبّوني خلّيوه يكمّل معانا اللّيلة, آش عمل هانا كلى و سكت, و غزرتلو و قالتلو
* تحب تقعد يلزمك تضحّكنا, و من غير ما نعاودولك شرطنا, ما تسألش على حاجة ما تخصّكش, و باش تعرف القانون هذا ما نتساهلوش فيه, برّة أقرى آش متكوب وراء الباب, مشى قرى " من تدخّل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه" وافقلهم براسو, و قاللهم سمعا و طاعة.
نسى السّب الّي سبّو لروحو و نسى اللّعنة الّي تحطّت على راسو, قام باس إيديهم و قعد يفدلك و يضحّك فيهم.

قعدوا عاملين كيف على بدر الدّين و الحكايات الّي يحكيلهم فيهم على التّجّار و نوادرهم , جاء وقت تحضير العشاء, قامت نور تحضّر فيه, قاموا أخواتها داروا في القصر نظّموه و شعّلوا الشّمع و حضّروا اللّازم باش يكمّلوا يسهروا, هوما مازالوا كيف قعدوا مش يتعشّاو, و الباب دق, خرجت نور تشوف شكون, بعد رجعت تضحك قالتلهم:
* هاو جاء شكون مش يكمّل يضحّكنا اللّيلة و يعتق هالمغبون من بين إيدينا, تتكلم و تضحك, أخواتها ولّاو يضحكوا من غير ما يفهموا شنيّة الحكاية, قالولها:
* تكلّم شكون جاء, تِيزّي من الضّحك و حل فُمّك
* لقيت ثلاثة عور من عينيهم الإيسار, واقفين قُدّام الباب حاطّين شوالق كحُل على عينيهم العورة, منظرهم ضحّكني, بالله موش غريبة؟, من هيئتهم ظاهرة متاع سفر و كيف سألتهم قالولي هوما فرسان وصلوا اللّيلة للمدينة, أوّل مرّة يجيوها, و ما لقاوش فين يباتوا, جاو دقّوا علينا فمّاشي ما نبيّتوهم في دارنا.
* شنيّة 3 عور و غرباء و يحبّوا نبيّتوهم؟ لا قوللهم شوفوا دار أخرى, نورهان الطّفلة الوسطانيّة ديمة كلمة لا ما تجيب بلى, قالتها إسمهان:
* و علاش ما دام غرباء, معناها ما يعرفوا حد في المدينة مش يستقبلهم, و زيد ما عندهم لشكون مش يقولوا بتنا في دار البنات الفلانيّة, برّة دخّلهم و قوللهم مرحبا بيكم.

مشات نور للباب مش تستقبل الثّلاثة فرسان, هذا الكل صار و بدر الدّين يغزر و يستنّى فيهم مش يشاوروه, ما غزرتلو حتّى وحدة, وقف متغشّش قاللهم:
* على الأقل شاوروني, ياخي عادي تستقبلوا 3 رجال غرباء و تبيّتوهم حذاكم و انا فاش نعمل هنا؟ مانيش راجل قُدّامكم؟ شاوروني, إحسبوني واحد من العيلة كيما قالت نور, إحسبوني خوكم الصّغير, هو يتكلّم و إسمهان و نورهان طايحين في القاعة بالضّحك, قالتلو إسمهان
* إنت اوّل حاجة ماكش راجل الدّار, انت ضيف و بمزيّتنا, ثاني حاجة, نبّهنا عليك ما تدّخّلش في حاجة ما تعنيكش, ثالث حاجة, و عاودت تضحك بكل قوّتها, و بالسّيف ما تتكلّم, قالتلو, نشاوروك؟؟ هههههههههه نشاوروك متاع شنوّة؟ أيّ بابا ورّينا عرض أكتافك هاو جاء شكون مش يرحمك.
بدر الدّين نسى روحو, ولقى كلام إسمهان قاسي, لكن هو آش مدخّلو, قال في نفسو مانيش خارج لاما نعرف غريبتهم هالبنات, و لّى عمل روحو ما فيبالوشو قاللها:
* باهي سامحني, بالله سامحوني راني ديمة هكّاكة نفسّد على روحي, باهي هاني سكتّْ أما بربّي لا تتغشّش عليّة راني ما نقصدش. كلاها في عظامو البخسة و سكت, حب الإطلاع مش يهلكو, يحب يعرف حكاية الثلاثة فرسان و عور من عينيهم الإيسار شكونوما زادة, و شنيّة حكايتهم و سبّة جيّتهم لبلاد غير بلادهم, و الّي حمصو أكثر علاش البنات تقبل فيهم حذاهم...

Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحمّال و الإخوة الثلاثة Empty رد: الحمّال و الإخوة الثلاثة

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:14


الحمّال و الإخوة الثلاثة
الحلقة الثانية



مشات نور مش تطلب من الفرسان الثّلاثة باش يدخلوا و نبّهت عليهم أنّهم مهما يصير قُدّامهم ما يتدخّلوش في ما لا يعنيهم, و حرصت باش يوعدوها, أيّ دخلت هيّ ويّاهم استقبلوهم البنات و فرحوا بيهم و طلبوا منهم باش يقعدوا يتعشّاو معاهم, الفرسان الثّلاثة كيف شافوا بدر الدّين مشى في بالهم واحد من الدّار فرحوا الّي فمّة راجل مع الثلاثة بنات على الأقل يونّسهم, ياخي قربّلهم هو و قاللهم:
* ردّوا بالكم تقولوا كلمة هكّة و إلّا هكّة, ما قريتوش آش مكتوب وراء الباب؟ سمعوه البنات ضحكوا و قامت وحدة منهم باش تزيد الماكلة و الغلّة للضّيفان الجدد, بعد ما تعشّاو و ارتاحوا شويّة, بدر الدّين غزرلهم و قاللهم:
* عندكمشي حكايات تفرهدنا و تضحّكنا خلّينا نسمعوا و نتمتّعوا؟
الفرسان طلبوا منهم يجيبولهم طبل و نايْ و قيثارة و بداو هوما يعزفوا و البنات تغنّي و سي بدر الدّين عايش في جو سلاطين, هوما هكّاكة و الباب دق, مشات نورهان تشوف شكون جايهم في الوقت هذاكة, سلطان المدينة, خرج ليلتها كيف العاة يتفقّد في الرّعيّة في الّليل معاه وزيرو و واحد من الحرس متاعو, متنكّرين لكلّهم في حوايج تُجّار مضخمين, هوما يدوروا من حومة لحومة, يسمعوا في الغناء و الموسيقى طالعة من دار البنات, و لّى السّلطان قال لوزيرو:
* ندقّوا عليهم و نشوفو شنيّة الحكاية؟
* يا مولاي تلقاهم ناس عاملة سهريّة, و الله أعلم شكون حاضر, لوّح علينا لا يكون فمّة أجواء ماهيش متاعنا. السّلطان شد صحيح باش يدخلوا أي دق الوزير الباب, خرجتلو نورهان قاللها:
* السّلام عليكم, إحنا ثلاثة تُجار من مدينة بعيدة, وصلنا اليوم لمدينتكم مش نقعدوا عشرة أيّام أن شاء الله, و ساكنين في وكالة في السّوق, استدعانا واحد من التُّجّار تعشّينا بحذاه لكن ضلّينا الطّريق و إحنا أغراب و ما عرفناش نرجعو للوكالة, تنجّمشي تخلّينا نعدّيو اللّيلة في داركم حتّى يطلع الصباح, و هذا بعد إذن إمّالي الدّار بالطّبيعة و سامحونا في تعبكم.
ثبّتت فيهم نورهان لقات مظهرهم لايق متاع تُجّار مرموقين, دخلت شاورت أخواتها, و بعد رجعت استقبلتهم و قالتلهم
*تفضّلوا مرحبا بيكم لكن عندنا شرط يا تقبلوه يا تفضّلوا من غير مطرود
* أشرط
* مهما يصير قُدّامكم ما تدخّلوش و ما تسألوا حتّى سؤال, و من تدخّل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه
* باهي يا للّة سمعا و طاعة
أيّ دخلوا الثّلاثة رجال كيف العادة قاموا البنات بواجب الضّيافة, السّلطان استغرب كيف شاف الثّلاثة فرسان عوِرْ و البنات جمال و ضخامة, قعدحاير و زيد شاف بدر الدّين قال هاذم يمكن عايلة وحدة, لكن الّي أولو شرط عقابو سلامة, و هو وعدهم ما يتدخّلش في حاجة ما تخصّوش, و كيف شاف الجو بكلّو غناء و شطيح, جبد روحو في بلاصة و قعد يراقب فيهم من بعيد, الوزير و الحارس متاعو انسجموا في الجو, هوما هكّامة ساهرين و قامت إسمهان شدّت نور من إيدها و قالتلها:
* يلزما نقوموا باللّازم, نعملو الّي مستانسين نعملوه كل ليلة.
قامت نورهان نظّمت البلاصة الّي كانوا ناصبين فيها الطّاولة و الماكلة, و طلبت من الفرسان الثّلاثة باش يقعدوا على الأيمين و السلطان و جماعتو على الأيسار, و غزرت لبدر الدّين قالتلو:
* انت عاد مولى الدّار من غير ما نخصّصولك بلاصة
* و شنوّة المطلوب منّي؟
* حضّر روحك, و نور قالتلو * مش تعاونّي...
ما فهم شيء لكن ما خلّاولوش وقت لا باش يفهم و لا باش يعترض, جبدت نور كرسي حطّتو في وسط الحلقة, و مشات حلّت باب خزانة و نادات على بدر الدّين, شافها جِبدت زوز كلاب كبار و كحل, تكركر فيهم من الخرتة الّي في رقبتهم, قامت إسمهان لبست في إيديها قفّازين, جبدت السّوط و طلبت من بدر الدّين باش يقدّملها وحدة من الكلاب لوسط الحلقة, هو خذا ينفّذ في الأمر و يكركر في الكلبة, و الكلبة تبكي و تمد في راسها لإسمهان كيف الّي تقرّق بيها باش ما تضربهاش, لكن إسمهان كانت تضرب فيها بكل قوّتها و ما بطّلت من ضربها بالسوط إلّا لا ما ماعادتش تنجّم تهزّ إيدها, لوّحت السّوط من إيديها و شدّت الكلبة حمّلتها و بدات تبوس فيها و تمسحلها في دموعها. بعد شويّة, مدّتها لبدر الدّين و قالتلو جيب الثّانية, و عملت معاها كيف ما عملت في الكلبة الأولى, السّلطان يشوف في المشهد و قلبو تقصّ ما حملش المنظر متاع الكلاب تبكي و الطفلة تضرب فيهم هكّاكة لا شفقة لا رحمة, لكن الّي حيّرو أكثر هو إنها بعد ما ضربتهم حمّلتهم و مسحتّلهم دموعهم, غزر لوزيرو, و قالّو:
* علاش هذا الكل؟ أسألها ..
* لا يا مولاي موش وقتو.

إسمهان طلعت قعدت على سرير دوايرو مرمر و مصبوغ بماء الذّهب و الفُضّة, و كان في جناح مكشوف على المجلس الّي الضّياف قاعدن فيه يتفرّجوا في عجب ربّي, قالت لنورهان :
* أعمل المطلوب منّك..., نورهان, نور ورّيونا شنوّة تعرفوا تعملوا.
قامت نورهان قعدت على سرير بجنب سرير أختها, و نور مشات جبدت قيثارة كان مخبّية في مقصورة, عدّلتها و بدات تغنّي " انت عشقي و غرامي, لو كان نحوزك بإيديّا نعيش معاك أيامي, و الله بعدك عليّا نار جهنّم تاكلّي عظامي....." بعد ما كمّلت غنّات قامت نورهان تصيح و تعيّط و قطّعت حوايجها الّي فوقها, و طاحت داخت, السّلطان كان مصدوم من منظر الطّفلة عريانة و ظهرها بكلّو آثار متاع ضرب بالسّوط, كان مشوّه لدرجة الّي قلبو وجعو كيف شاف هاكالمشهد, قامت إسمهان تجري جابت صبّت على إختها الدّايخة شويّة ماء على وجّهها, و جابتلها حوايج أخرين لبّستهملها. السّلطان غزر لوزيرو و قالّو:
* شفت الّي أنا شفتو؟؟ شفت آثار التّعذيب على ظهرها, ما عادش نجّم نسكت و لا نشوف المناظر هذه من غير ما نعرف الحقيقة و علاش هذا الكل؟ و حتّى حكاية الكلاب محيّرتني, كيفاش تضربهم و ما تسخفش عليهم و بعد تولّي تحمّل و تبوس؟ لا مانيش مش نرتاح حتّى نعرف السبّة شنيّة.
* يا موْلاي, شرطوا علينا قبل ما ندخلو شرط واحد, هو إنّنا مهما يصير ما نسألوش لا علاش و لا كيفاش, ماكانشي مش نسمعو ما نكرهو...
هوما هكّاكة يحكيو و شافوا نور عاودت شدّت القيثارة و بدات تغنّي في غناية أخرى " الحب صعيب , و الّي يحب ما يطولش, لو كان نبعث لغزالي نشكيلو, شكون مش يوصّل حرقة قلبي للحبيب ...." إسمهان سمعت الغناية قامت كيف أختها تصيح و تعيّط و قطّعت حوايجها الّي فوقها و طاحت ما في عينها بلّة, قامتلها نور تجري جابتلها الماء صبّتو على وجهها و حوايج أخرين, و بعد شويّة قامت نورهان قعدت فوق السّرير و قالت لنور:
* سمّعنا صوتك مازاللنا ثالث مرّة باش نكمّلو نعملو الّلازم علينا.
شدّت نور القيثارة و بدات تغنّي " لوقتاش مش نتحمّل فراقك عليّا, الدّموع ماعادش تكفّ من عينيّا, انت رايد الفراق, و أنا قلبي منّو طاب و تخلّى عليّة ....." نورهان سمعت الغناية قامت مرّة أخرى تصيح و تعيّط و تقطّع في حوايجها لين داخت و عاودوا ظهروا آثار السّوط على ظهرها, و احد من الفرسان كلّم الجماعة قاللهم:
* ملّا ليلة كحلة, و لو كان ما دخلناش لهالدّار الحرفة و بتنا في الشّارع رانا ما ريناش هالمناظر الّي توجع القلب وتحيّر, السّلطان سمعو, قالّو:
* علاش الكلام هذا؟
* ما ريتش هالمشهد الّي يغرّق القلب؟
* صار انتم ماكمش من إمّالي الدّار؟
* لا إحنا ضيفان, في بالنا دار الرّاجل هذاكة ( يقصد بدرالدين), سمعو بدر الدين قاللهم:
* استغفر الله العظيم, انا أوّل مرّة ندخل للدّار هذه اليوم, لا نعرفهم و لا يعرفوني, و هاني باهت كيفم في الّي نشوف فيه.

الضّياف الكل تفاهموا باش يكونوا على فرد كلمة, هوما سبعة رجال و البنات ثلاثة, معناها مستحيل يغلبوهم, يسألوهم شنيّة الحكاية الغريبة الّي حيّروهم بيها, و يعرفوا علاش الجو الحزين هذا الّي حضروا عليه, بالسّياسة و إلّا بالقوّة يلزمهم يجاوبوهم, لكن الوزير كان معارض الفكرة على أساس هوما قبلوا من الأول بالشّرط و قبل ما يعرفوا شنوّة مش يصير, قاللهم:
* مانيش موافق, و خلّيو البنات رايضين على أرواحهم, ما دام شرطوا علينا, معناها ما يحبّوش شكون يسألهم و لا يغصبهم باش يحكيو على حاجة تخصّهم, إحنا ضيفانهم, و هوما بارك الله فيهم الّي دخّلونا لدارهم و قاموا معانا بأكثر من واجب الضّيافة, و هاي الّليلة قريب توفى, صلّيو على النبي و خلّيكم في حالكم, و على الصّباح كل واحد منّا يسير في حال سبيلو, و بعد غزر للسّلطان و قالو:
* آش مازال يطلع النّهار و نجيبوهم الكل قُدّامك و تسمع و تعرف حكايتهم.
* لا يا وزير, مانيش موافقك, انا صبري نفذ و يلزمني نعرف الحكاية توّة, تكلّموا برشة و عملوا برشة و يلزم نعرف.
لكلهم تفاهموا صحيح, لكن شكون الّي مش يتكلّم باسمهم الكل؟ ما ينجّم يكون كان بدر الدّين, على الأقل هو الأول الّي دخل للدّار و الصّغير فيهم, قام سي بدر الدّين الّي قلبو واكلو أكثر منهم قال لإسمهان:
* بالله يا للّة, برحمة والديك, تحكيلناعلى غريبة الزّوز كلاب, علاش بعد ما ضربتهم, حمّلتهم و بستهم؟ و علاش أختك نورهان عندها آثار تعذيب على لحمها؟ هذا ما يعملوه في العادة كان مع الرّجال؟ هذا آش نحبّو نعرفو الكلّنا.
* إنت بالحق تحكي بالنّيابة عليهم الكل؟ الكل جاوبوا بنعم إلّا الوزير قعد ساكت, قالتلهم:
* انتم ضايفنا اللّيلة و رغم الّي خسرناه عليكم ماكلة و شراب و غلّة و الخيرات السّبعة كليتوهم, و نبّهنا عليكم من قبل ما تعتّبوا باب الدّار باش ما تدّخّلوش في أمور ما تعنيكمش, باش ما تسمعوش ما تكرهوا, ما يزّيكمش انّنا استقبلناكم و فرحنا بيكم و قسمنا معاكم ماكلتنا و عدّيتوا معانا سهريّة و اطّلعتوا على حياتنا؟ أما زايد العيب موش فيكم, العيب فينا إحنا الّي حلّينالكم الباب... كانوا الكل مركّزين مع كل كلمة خارجة من فُمّها, و مع كل تعاييرة عايرتهم بيها, و في لحظة ضربت ثلاثة مرّات على القاعة, و عيّطت
* "إيجاو فيسع", تحلّ باب سرّي كان يطل على المجلس الّي هوما فيه, و طلعوا منّو سبعة عثمثميّة كل واحد راسو قد ماهو, و في يدّو سيف مسلول, و قالتلهم:
* كتّفوهم الكل, طلعوا يموتوا على التّنسنيس والثّرثرة.
* موْلاتي, خلّينا نقصّولهم روسهم.
* لا , موش توّة لكن أكيد مش نقطعولهم روسهم الكل.

بدر الدّين بدا يعيّط و يقرّق, بربّي بجاه ربّي لا تقتلني على خاطر غلطة هوما عملوها, أنا خاطيني قلتلهم فكّوا علينا, شدّوا صحيح, هوما ما عرفوش يتصرّفوا و الله أنا خاطيني, كنّا شايخين عاملين جو أنا ويّاكم و متفاهمين, جاو هوما دخلوا كيف الشّواطن, أعوذ بالله منهم.
كيف سمعتّو إسمهان كانت متغشّشة و لّات تضحك على كلامو, حب يمنّع روحو و يوحّلها في الأخرين, قالتلهم:
* شكونكم انتم, كيف انتم تحبّوا تعرفوا حكايتنا, قولولنا انتم شكون في الوقت القصير الّي مازاللكم مش تعيشوه, قبل ما السّيّافة تقطعلكم روسكم, و كان ما تطلعوش أسياد في أقوامكم, لحظة ما نخلّيكمش تزيدوها.
كيف سمع السّلطان كلامها و تهديدها قال للوزير:
* قوللها إحنا شكون, و رد بالك على كلامك, لا تقتلنا الكل, هاني نقلّك,
* بصراحة نستاهلو, آش مدخّلنا, قلتلك الصّباح قريب يطلع و استدعاهم و قرّرهم على الّي تحب, ما عرفناش نتصرّفو يلزمنا نتحمّلو الّي مش يصير.
* وقت فدلكة هو توّة؟؟ شوف هاكالسّيّافة كيفاش مستعدّين و انت تقلّي نستاهلو آش مدخّلنا؟؟
تقدّمت إسمهان لواحد من الفرسان الثّلاثة و قالتلو:
* إنتم أخوة؟
* لا ماناش أخوة, إحنا ثلاثة مساكين, غرباء على المدينة.
سألت واحد آخر * تولدت أعور؟
* لا فقدت عيني في ظروف صعيبة و تحزّن القلب و تبكّي العين, كان تسمع حكايتي لاما تنوّح عليّا,
الغريب الّي أجوبة الثّلاثة فرسان عوِر, كانت متشابهة, كل واحد منهم جاي من بلاد, و كل واحد منهم عاش حكاية صعيبة في بلادو, شافوا فيها الموت, قالتلهم إسمهان:
* كل واحد فيكم مش يحكيلنا حكايتو الّي جابتّو للبلاد هذه, و للدّار هذه, و الّي يحكيلنا يحط إيدو على راسو و يخرج يمشي في حال سبيلو.
قام بدر الدّين هو الأول قال:
* موِلاتي, أنا حمّال, نخدم على روحي في السّوق كل نهار و قسمو, اليوم خرجت نلوّج على رزقي كيف العادة, جاتني أختك نور, قالتلي هات قُفتك و تبّعني, تبّعتها من حانوت لحانوت, دارت بيّة السّوق الكل, و جابتني لهنا, و البقيّة تعرفوها, هذه هي حكايتي الكل..
* حط إيدك على راسك و برّة أخرج عليك أمان الله
* لا مانيش خارج لاما نسمع حكايات أصحابي...

Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحمّال و الإخوة الثلاثة Empty رد: الحمّال و الإخوة الثلاثة

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:14


الحمّال و الإخوة الثلاثة
الحلقة الثّالثة


تقدّم الفارس الأول و بدى يحكي في حكايبو قال:

بابا كان ملك, و عندو خوه ملك زادة في مدينة أخرى, ربّي قدّرلي باش أمّي ولدتني في نفس النهار الّي تولد فيه ولد عمّي, تعدّات الأيّمات و السّنين و كبرنا و ولّينا رجال, و انا كنت متعوّد نمشي حذى عمّي نعدّي حذاه مُدّة كبيرة توصل للأشهرة, و كانت تربطني بولد عمّي نديدي علاقة طيّبة, كنّا نحبّو بعضنا كيف الأخوة, مرّة من المرّات مشيت حذاهم, استقبلني ولد عمّي استقبال موش عادي, حضّرلي كيما مستانس, ذبحلي علّوش و حضّرلي عزومة سلاطين, إحنا ناكلو و هو قالي:
* يا ولد عمّي عندي حاجة مُهمّة نحب نقولهالك, و لو إنّو طلب نحب نطلبو منّك, و ان شاء الله تعاونّي فيه
* إيش بيه, ان شاء الله تلقى منّى كان الخير و نعاونك بالّي نجّم.
قام ولد عمّى مشى دخل لبيت قريبة من مجلسنا, و رجع معاه مرى, مغُطيّة من راسها لساقيها, ما يظهر منها شيء كان اللّبسة المضخمة الّي لابستها, وقف قُدّامي و هي وراه و قالّي:
* مش تمشي معانا للجبّانة, و كيف نوصلو لغادي أتو نقّلك شنوّة مش نعملو.
مشيت معاهم, كيف وصلنا ولد عمّي طلب منّي باش ندخلو أنا و المرى للجبّانة ناقفو بحذى قبر موجود في وسط زاوية صغيرة و نستنّاوه غادي, ما نجّمتش نرفضلو طلبو على خاطر وعدتو مش نعاونو, وقفنا مدّة قصيرة و نشوف فيه راجع جايب معاه سطل بالماء و شكارة سيمان, و بالة و فاس, أوّل ما وصل بحذانا, دخلنا النّاس الكل لوسط الزّاوية, خذى هو الفاس و بدى يكسّر في القبر الّي موجود في وسطها, بالحجرة بالحجرة حتّى لين وصل للقاعة, فمّة طرف حديد, كانت مقبض متاع باب هزّو و إذا بيه باب مغّارة و دروج يهبّطوا لتحت القاعة, و قتها وقف و كلّم المرى الّي جابها معاه و قاللها:
* مازلت عندك فرصة باش تختار.
ما قالت حتّى كلمة و هبطت للدّهليز, تبّعها هو و قالّي:
* كمّل مزيّتك معايا, كيف نختفيوْ تحت القاعة, نحبّك ترجّع تسكّر الباب الحديد, و تعاود تبني كل شيء كيما كان, و ما تخلّي حتّى أثر باش ما يفيقوش بالقبر تحلّ و هانا عندك السّيمان و الماء كمّل سكّر الدّواير متاع القبر الكل و رجّع حط الحشيش الّي كان فوق القبر, عيّش ولد عمّي ما نحب حتى حد يقول " هذا قبر قديم و تربش" انا عندي عام نجي لهنا, و نعمل الّي عملتو توّة و حتّى حد ما فاق بيّا و لا شافني كان ربّي سبحانو, هذا هو الطّلب الّي نطلبو منّك, و هذا الوعد الّي انت وعدتني تحافظ عليه, ما تقول لحتّى حد على الّي صار توّة.
كمّل ولد عمّي كلامو, و هبط للدهليز, و انا نفّذت الّي طلبو منّي الكل بالحرف, كمّلت و روّحت لقصر عمّي.
كان عمّي وقتها خرج في رحلة صيد, ما فمّة حد في القصر, و انا من التّعب و الحكاية الّي عشتها مع ولد عمّي أول ما وصلت رقدت على طول ليلة كاملة. في الصّباح, فقت, و تفكّرت اللّيلة كيفاش تعدّات و شنوّة صار فيها, ندمت الّي ما عارضتش ولد عمّي في طلبو و ما سألتوش لا علاش لا كيفاش, و بدى ضميري يأنّب فيّا على موافقتو على عملة الله أعلم شنوّة الّي وراها, لكن باش مش ينفعني النّدم؟ و بعد ولّيت نشُكّ الّي أنا عشت كابوس و مازلت نحلم, و كيف سألت الخدم الّي في القصر آش فمّة حتّى حد ما لاحظ حاجة و لا سمع حاجة, قمت مشيت نجري للجبّانة نلوّج في الزّاوية الّي صارت فيها العمليّة مالقيتهاش, برشة يشبّهوا لبعضهم, لوّجت لوّجت حتّى لين طاح اللّيل في الآخر أيّست, روّحت للقصر, لا نجّمت ناكل لا نُشرب و انا قلبي و عقلي مشغولين على ولد عمّي و على الحكاية الّي حيّرتلي منامي.
من غدوة الصّباح كيف كيف قمت من النّوم مفجوع بالكوابيس الّي شفتهم, و مشيت نجري للجبّانة فمّاشي ما نتعرّف على الزّاوية الّي تخبّى فيها ولد عمّي, شيء, سبعة أيام و انا على الحال هذا لين حسّيت بروحي قريب نهبل, لا عاد نجّم نعيش لا نرقد لا ناكل, ولّيت جهامة تمشي على الأرض, قرّرت باش نرجع لقصر بابا و نهرب من هالحكاية المُرّة الّي عشتها.

أوّل ما حطّيت ساقي في باب المدينة, هجموا عليّة مجموعة رجال كتّفوني, و انا مصدوم ما عرفتش علاش, أنا المفروض أمير ولد الملك الّي يحكم فيهم النّاس الكل, و هوما نعرفهم كانوا من الحرّاس و الفرسان الخاصّة ببابا, ولّيت خايف على حياتي و على مصيري منهم, سألتهم, شبيكم شنوّة الّي صار علاش تعملوا فيّ هكّة وينو بابا؟ كان ألف سؤال و سؤال في مُخّي من تأثير الصّدمة, من الأول قعدوا ساكتين يغزرولي آكاهو, لكن واحد منهم كان في خدمتي قبل قالّي الّي بابا غدروه رجال كانوا قراب منّو و سلّموه للوزير قتلو, و قعدوا يستنّاو فيّة وقتاش مش نجي, هو يقلّي في الّي وقع و انا من حزني و صدمتي على الّي صار لبابا, حسّيت بروحي غايب على الدّنيا, عيني محلولة و مانيش نشوف في حتّى شيء و لا نسمع و لا نحِس, قتلوني بالنّار الباردة.
هزّوني للوزير الغدّار, و من قبل عمرو ما جمعتني بيه علاقة باهية و يكرهني من صغرتي على غلطة صارت و مانيش بالعاني, كنت مغروم بالرّماية, و صادف نهار أنا في الشُّرفة متاعي, شفت عصفرة حط على شُرفة الوزير, جبدت القوس متاعي و حاولت نصطاد العصفور, جات الضّربة في عين الوزير الإيمين, كان واقف قريب و انا ما ريتوش, عورتلو عينو, كلاها الضّربة و سكت و ما ردّش الفعل على خاطر بابا كان الملك. لكن كرهو ليّا و حقدو عليّا كان كل يوم يكبر لين قتل بابا و أمر الحُرّاس باش يكتّفوني مش ينتقم منّي و من عينو الّي عورتهالو, و أمرهم باش يقصّولي راسي, لكن أنا شنوّة ذنبي, كنت صغير و ما نقصدش باش نضرّو أما الله غالب هذاكة المقدّر, حاولت نحكي معاه و نطلب السّماح و شدّيت صحيح إنّي ما عنديش ذنب, لكن هو كان مصمّم و قالي:
* ما فمّاش ذنب أكبر من إنّك رزيتني في عيني, إنت تقول غلطة و ما قصدتش لكن أنا مش نعورلك عينك عن قصد. قرّبوني ليه و حط صبعو في عيني الإيسار لين خرّجها على برّة و من وقتها و أنا كيف ما تشوفوا فيّ أعور.
بعد ما طلّعلي عيني, أمر الوزير باش يخلّيوني مكتّف و حطّوني في صندوق, و قال للسيّاف متاعو:
* حضّر سيفك و كون مستعد, هزّ الصّندوق بالّي فيه خارج المدينة و أقتلو و خلّيه ماكلة للهوايش.
صار كيما حب الوزير الغدّار, هزّني السيّاف خارج المدينة, خرّجني من الصّندوق, و ربطلي ساقيّة بالخلاف, و خذى مش يغمّضلي عينيّا, بديت نبكي و نقرّق بيه و نطلب باش يعفو عليّ و يسيّبني, و ذكّرتو الّي هو كان قبل وقت قصير سيّاف بابا, و كنت نعاونو و نعطف عليه, قالّي:
* و الله حيّرتني و ما عادش نعرف آش نعمل, أنا عبد مأمور, لكن صحيح إنت و بوك الله يرحمو كنت باهين معايا, هاني مش نسيّبك, لكن وجهك ماعادش تورّيه في المدينة هذه, و ما نحب حتّى حد يعرف الحقيقة, ما كنشي نلوّج عليك و نطلّعك من فم حوتة و وقتها لا ينفعك بكاء و لا قراقة.
بالفرحة بدبت نبوسلو في إيديه و نشكر فيه, الّي رحمني من الموت, عيني تعورت لكن مازلت حيّ أُرزق, و شدّيت الثّنيّة ماشي لبلاد عمّي, تحمّلت صعوبة الطّريق و انا بعين وحدة و الجرح مازال جديد و معذُبني الّي صار لبابا من رجالو, أوّل ما وصلت لقصر عمّي و دخلت عليه في الحالة المُزرية الّي كنت عليها, حكيتلو الّي صار لبابا و الّي صار عليّ و لعيني بكى من حزنو على خوه, و قالّي :
* زدتني هم على همّي و ليعة على ليعتي, ولدي مافمّاش ريحتو توّة أيامات, لوّجنا عليه و سألنا النّاس الكل حد ما شافو و لا سمع عليه خبر.
كمّل عمّي فرّغ قلبو بالبكاء و النّواح, حتّى قريب يدوخ, و غزرلي لقى عيني جرحها زاد, ولّى جاب حشايش كمّدلي بيهم و قالّي إحمد ربّي الّي إنت فقدت عين و مازلت حي.
لكن الّي صار لولدو, انا نعرفو, و عاونتو باش يختفي, عزّ بيّة عمّي و انا بطبيعتي ضميري معذّبني من نهار الّي صارت الحكاية, ولّيت حكيتلو على كل شيء. مسكين كيف عرف خبر على ولدو فرح, و طلب منّي باش نهز نوصّلو للزّاوية في الجبّانة الّي متخبّي تحتها ولد عمّي, لكن أنا نسيتها و قعدت أيامات و انا نلوّج في أثر الحفران و تكسير القبر مالقيتوش, و رغم الّي سمعو عمّي,زاد أصر باش نهزّو معايا, مشينا, كيف وصلنا, حاولت نتفكّر الّي صار في الّليلة السّو هذيكة, و دلّني ربّي لقيت الّي نلوّج عليه, فرحنا أنا و عمّي, و شدّينا نكسّرو في القبر وحتى لين وصلنا للباب الّي مخبّي الدّهليز, حلّيناه و هبطنا حكاية خمسين درجة, كيف وصلنا للقاعة, نشمّوا في ريحة حاجة محروقة, الحيوط كحل, ريحة مشومة, استعوذنا من الشّيطان و بدينا نقدّمو في وسط هاكالسّواد الّي معبّي الدّهليز, حتّى لين وصلنا قدام بيت معبّية بالمونة, قمح و زيت و كل ما يلزم باش الواحد يعيش ما يستحق شيء, في وسط البيت فمّة دُكّانة مغطّيّة فوقها فرش, قدّم عمّي مش يشوف شنوّة فمّة, يلقى ولدو و المرى الّي هبطت معاه, فحمة, زوز قطايع محروقين ما عاد ظاهر منهم شيء و ما قعد فيهم شيء, عمّي بزق على ولدو حاشاكم, و بدى يسب و يلعن, و يقلّو تستاهل الّي صارلك و أكثر, هذا عذاب الدّنيا و مازالك عذاب الآخرة, أنا ما فهمتش الحكاية طلبت منّو باش يهدى و يصلّي على النّبي, لكن في عوض يهدى, كمّل نحّى صبّاطو و بدى يضرب في جثّة ولدو المحروقة, ما حملتش المنظر شدّيت عمّي و قتلو:
* بجاه ربّي يا عمّي صلّي على النّبي و أهدى و الله لا كنت تصوّر إنّو مش يصير هذا و لا و الله لا نعاونو و لا نوعدو, و كيفاش تحرقوا , و ما يزّيهمش الّي صارلهم تكمّل تضربو بالصّبّاط, و الله حرام يا عمّي يهديك ربّي.
* يهديني ربّي؟؟ لو كان تعرف السّبب تبكي على عمّك موش تقلّي في الكلام هذا؟ يا ولد خويا, الكلب هذا الّي هو ولدي من صغرتو يحب في أختو, و هي تحبّو الكلبة, لكن كيف فقت بيه حاولت نمنعهم على بعضهم و ما عادش نخلّيهم يقابلوا بعضهم لا في فطور لا في عشاء, وصلت فرّقت بيناتهم حتّى في السّكنى و أقمت سور عالي بين الجناح الّي هو فيه و هي مع الخدم متاعها في جناح آخر بعيد ما ينجّمش يوصلّو, لكن نلاحظ فيه ما حبّش ينحّي الحكاية من مُخّو, ولّيت كلّمتو و فهّمتو, راهو حرام, راهو عيب, رانا مش تلحقنا وصمة عار تتبّعنا أجيال و أجيال, شيء ما حبّش يكِفّ و لا يتوب, ولّيت هدّدتو مش نقتلو هي و يّاها, و زاد الشّيطان استولى عليهم, حضّر البلاصة هذه كيما تشوف و حط فيها مونة كبيرة, كيف أنا خرجت في رحلة الصّيد, جاو هوما لهنا, لكن عقاب ربّي كان حاضر و يستنّى فيهم وقتاش مش يتعدّاو على حد من حدود ربّي, و كانت النّار كلاتهم و خلّاتهم فحمة الزّوز, و عذاب الآخرة أشدّ و أصعب و أطول... عمّي كمّل حكالي الحكاية هو يبكي و أنا نبكي, و بعد قالّي من اليوم انت ولدي, و هالكلب الله لا يرحمو و لا يرحمها.

خرجنا من الحفرة المحروقة أنا و عمّي و رجّعنا الباب الحديد و القبر كيف ما كان, و رجعنا للقصر, مهدودين بالغصرة و المأساة الّي عشناها, أحنا مازلنا كيف قعدنا, نسمعوا في حس الطّبول و الزّمامر و حاجات غريبة, رجال تعيّط و تصيح, و نشوفوا في الغبار و العجاج غطّى على المدينة, برشة فرسان على الأحصنة يجريو هنا و هنا, تصدمنا ما فهمناش آش صار, سأل عمّي رجالو شنيّة الحكاية, قالولوا:
* وزير خوك بعد ما قتلو و استولى على الحكم جاي هو و رجالو مش يقتلك انت, و اهل المدينة لا يعرفو يحاربوا لا يدافعوا على أرواحهم, أول ما شافوا الجيش داخل للمدينة إستسلموا, و راهم توّة وصلوا للقصر و حاصروه.
أنا كنت نسمع في الحكاية و ما عادش عارف على روحي شنوّة مش نعمل و وين مش نمشي, لا خمّمت في عمّي و لا تحيّرت عليه, كنت نخمّم على روحي كيفاش نهرب بحرارة الرّوح, كان نخرج, الرّجال و الجيش الّي جاي و هو في الحقيقة كان جيش بابا مش يعرفوني و مش يقتلوني كيما حب الوزير, كان مش نقعد, مش يشدّوني و النّهاية موتي, في لحظة قرّرت باش نحجّم لحيتي, و نبدّل حوايجي و نتسلّل خارج المدينة نمنع بجلدي, و هذا الّي صار و قعدت ساير حتّى وصلت للمدينة هذه, على أمل نلقى حد يدلّني على سلطان البلاد نحكيلو حكايتي و ياخذلي حقّي, و قعدت مطيّش في الطّريق لا عرفت منين ندخل لا منين نخرج, أنا هكّاكة و لقيت الفارس الثّاني, ضايع كيفي, رميت عليه السّلام, و قلتلو راني غريب, قالّي و انا زادة, أحنا مازلنا ما تعارفناش و جاء الفارس الثّالث, و طلع غريب كيفنا على المدينة, عمّلنا على ربّي و قلنا نمشيو نشوفو فين نباتو و ساقتنا قدرة ربّي و مشيئتو لداركم, و توّة هاني حكيتلكم حكايتي الكل, ما خبّيت عليكم شيء...
تكلمت وقتها إسمهان و قالتلو:
* حط إيدك على راسك و أخرج عليك أمان الله
* لا مانيش خارج لاما نسمع حكايات أصحابي
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الحمّال و الإخوة الثلاثة Empty رد: الحمّال و الإخوة الثلاثة

مُساهمة من طرف Ch.Marwen الجمعة 10 مايو 2013, 09:15


الحمّال و الإخوة الثلاثة
الحلقة الرّابعة


تقدّم الفارس الثّاني و بدى يحكي في حكايتو قال:

أنا ما تولدتش أعور, في الحقيقة قصّتي غريبة و عجيبة, أنا ملك ولد ملك جزر الأبنوس قريت القرآن بسبعة قراءات تعلّمت العلوم الكل و تتلمذت على إيدين أعظم العلماء و حفظت كتبهم, قريت علم الفلك و الشّعر وتفوّقت في كل مجالات العلوم, و ولّى إسمي معروف و مشهور في كل البلدان و صيتي وصل لملوك الدّنيا الكل .
ملك الهند, سمع بيّا, بعث لبابا برشة هدايا و طلب منّو بكل إلحاح , باش يبعثني ليه, بابا إستجاب لطلبو, و جهّزلي ستّة سُفن مُحمّلة بخيرات بلادنا, و هدايا لملك الهند, و زادنا و زوّادنا, قصدنا ربّي, استغرقت رحلتنا شهر تقريب, كيف رسات السّفن هبّطنا الأحصنة متاعنا الّي هزّيناهم معانا, و عشرة جمال محمّلين بالسّلعة, إحنا مازلنا كيف شدّينا الثّنيّة قاصدين ربّي لقصر ملك الهند, الّي مضيّفنا و تقوم عجاجة كبيرة و عاصفة قويّة الأمر الّي خلّانا ضيّعنا الطّريق الّي المفروض نتبّعوه, استمرّت العاصفة شطر نهار كيف هدات الرّيح, لقينا قُدّامنا ستّين فارس هوما في الحقيقة قُطّاع طُرق و كانوا في حالة هيجان كبيرة صوّبوا نحونا سهامهم باش يضربونا, أشرنالهم بإيدينا إنّنا ماشين لملك الهند, و طلبنا منهم باش يخلّيونا نمشيو في حال سبيلنا من غير ما يضرّونا, قالولنا, هذه ماهيش بلادو, و إحنا ما نخضعولوش و ماهوش الملك متاعنا, و هجموا علينا قتلوا مجموعة من الرّجال الّي رافقوني في الرّحلة, و مجموعة أخرى هربت, و أنا زادة هربت بجلدي, و المجرّمة استولاو على كل شيء
البارح في الأيام و أنا ملك, و اليوم ولّيت هايم على وجه الأرض لا نعرف روحي فين لا عندي وجهة, لكن ما كانش عندي خيار إلّا إنّي نمشي من غير راحة حتّى وصلت لقمّة جبل, شفت غار دخلت تخبّيت فيه حتّى طلع النّهار, و عاودت شدّيت الثّنيّة حتى لين وصلت لمدينة حيّة ماحلاها, فين ما تكون تشم ريحة نوّار الرّبيع الفايحة من كل بلاصة و من كل جنينة, فرحت فرحة عظيمة, و حمدت ربّي الّي رحمني و نجّمت نوصل سلامات و في نفس الوقت كنت تاعب و جيعان و فكّرت في الّي جرالي و الغصرة الّي تغصرتها هاج عليّة البكاء, و لقيت روحي غريب في بلاد مليانة بالنّاس لكن ما نعرف فيها حد, و قعدت ندور من مكان لمكان حتّى لقيت روحي قُدّام حانوت تارزي, سلّمت عليه, ردّ السّلام, و فرح بيّا و هيّألي مكان نقعد فيه, و بدى يسأل فيّا أنا منين, و آش جابني, حكيتلو حكايتي الكل سمعني بكل انتباه و حزن على الّي جرالي, و قالّي:
* يا وليدي رد بالك تحكي الحكاية هذه مرّة أخرى و لحتّى حدّ مهما تكون عندك فيه ثقة, أنا خايف عليك من ملك بلادنا, على خاطر عندو عداوة قديمة مع بوك, و لو كان يسمع بيك هنا لما يقُصّلك راسك انتقاما منّو.
بعد ما حكينا, قام التّارزي الرّاجل الطّيّب حضّرلي لقمة كليتها و قعد ساهر معايا ليلة كاملة, كيف شافني تعبت, قام حضّرلي تركينة في الحانوت و عطاني غطاء و اللّازم الكل باش نرقد دافي. قعدت على الحال هذا ثلاثة أيّام و أنا حذى التّارزي ماكل شارب, راقد.
النّهار الرّابع, قالّي
* تعرفشي صنعة تنجّم تعيش منها, ؟
* ماني حكيتلك و قلتلك راني من أهل العلم في بلادي, و نجّم نمتهن تعليم النّاس الكتابة و القراية و الحساب.
* يا وليدي خدمتك هذه ما توكّلش الخبز في بلادنا, شكون مش يجيك يتعلّم يكتب و إلّا يقرى؟ النّاس هنا ما تعرف كان الفلوس, و ما تفهم كان لغة الفلوس
* و انا ما نعرف كان نعمل الحاجات هاذم, لا عندي صنعة و لا غيرها.
* مالا تعرفشي كيفاش, أيّ إكبس روحك, أتو نشريلك فاس و حبل و أقصد ربّي للغابة حطّب و بيع و اخدم على روحك و لوّج رزقك, حتّى يعملّك ربّي دليل و يزيح غُمّتك و ترجع لأهلك و إلّا بالكشي يكتبلك الخير في حاجة أخرى, لكن ما نزيدش نوصّيك ردّ بالك يعرفوك إنت شكون راهم يقتلوك.
كان العمل هكّاكة, شرالي فاس و حبل و بعثني مع جماعة حطّابة يعرفهم باش منهم يورّيوني الخدمة و منهم يونّسوني, جمعت شويّة حطب نهارتها, ربطتو على راسي و هبطت للمدينة بعتو بنصف دينار, ناكل بطريّف و نخبّي لاخر, و تعدّى عام كامل و انا عايش على الحال هذا لا مبدّل لا مغيّر كان التّارزي الرّاجل الطّيب الّي أواني و حسبني ولدو ربّيت عليه الكبدة و تعاشرنا في الخير عشرة طيّبة.
نهار قمت كيف العادة قصدت ربّي للغابة, بديت نمشي و نلوّج في شجرة حتّى لقيت روحي في غابة أخرى أول مرّة نشوفها, فرحت بالرّزق الّي ساقهولي ربّي و قلت في نفسي غابة كاملة ليّا وحدي, أي إختار الّي مش تبدى بيها للبركة, دخلت و درت بين الأشجار حتّى لقيت وحدة ما شاء الله بديت نحفر بحذاها, ضربة من الضّربات جاء الفاس على جعبة نحاس, نظّفتها لقيتها لاصقة في باب لوح, كيف المقبض متاعو, هزّيتها نري في دروج تهبّط لتحت القاعة.
سمّيت بإسم الله و هبطت, نلقى قدّامي باب آخر دخلت, نلقاه قصر أجمل منّو ما راتش عيني, تقدّمت نلقى مرى جميلة ياسر, أوّل ما ريتها نحس في قلبي و عقلي تخطفو في لحظة, دخلت بعضي, و هي شافتني تفجعت, قالتلي:
* إنس و إلّا جان؟
* إنس من خيار الجنس.
* كيفاش دخلت لهنا و شكون دلّك على الثّنيّة؟ أنا عندي 25 سنة هنا و عمري لا ريت كاين حي يدور في هالبر؟
صوتها كان فيه نبرة خوف و رعب, و في نفس الوقت تحس فرحة مخُبّية, وراء سؤالاتها, ممكن أنا على خاطر سلبتلي عقلي نحبها تكون فرحانة بوجودي معاها لكن, كانت مطمانتلي جاوبتها أنا الّي قدرة ربّي جابتني لعلّ يفرّج همّي على إيديها, و تكون هي سبب نجاتي, و من غير ما نزيد نحيّرها, حكيتلها حكايتي الكل من أنا ولد شكون لآخر لحظة قبل ما نلاقيها, حكايتي أثّرت فيها, و بكات عليّا و على زهري و حكاتلي حكايتها هي و سبب وجودها غادي قالتلي:
* أنا أميرة بنت ملك عرّسلي بابا بولد عمّي, ليلة عرسي خطفني جرجريس جنّ كافر, طار بيّا و جابني للغار هذا و وفّرلي كل شيء من جواهر و حرير و ماكلة و شراب و كل ما هو لازم للعيشة, كل عشرة أيّام يجي يعدّي ليلة معايا, و يمشي حتّى للعشرة أيّام الجايين, و إذا كان إحتجتو في غيبتو في النّهار و إلّا في اللّيل,ما عليّا كان نحُكّ بإيدي السطرين المكتوبين على الجرّة هذه, أنا مازلت ما نحيّش إيدي نلقاه قُدّامي, توّة عندو أربعة أيّام من آخر زيارة, معناها مازالوا ستّة أيّام أخرين, كان تحب تقعد حذايا فيهم نكون سعيدة برشة, و باش ما ياتيك شيء النّهار الخامس تمشي على روحك.
أنا وافقت من غير تردّد على خاطر ما كنتش نحب نفارقها لحظة من بعد ما ريتها.و عدّيت معاها أيّامات كنت نتصوّر روحي في الجنّة, و كانت هي زادة سعيدة معايا, و عبّرتلي على حزنها, كونها عايشة مدّة 25 سنة تحت القاعة لا شمس لا هواء لا ونيس حتّى جيت أنا و هوّنت عليها وحدتها, كانت معاملتها ليّا من أرق ما يكون و أنا عبّرتلها على حبّي ليها و غرامي بيها من أول ما ريتها.

في نهار من النّهارات إحنا قاعدين نحكيو, شعرت بحزن كبير, الأيّامات قاعدة تنقص و أنا ما عادش نحب نفارقها, من كلمة لكلمة, قلتلها:
* أنا مش نخلّصك من هالحبس هذا و العيشة هاذي ماهيش متاعك, و نخلّصك من الجنّ
* ضحّكتني, لا رد بالك تعمل هالعملة, و علاش؟ يلزمك تفرح إلّي نجّموا نشوفوا بعضنا تسعة أيّام كاملين, و العاشر كيف هو يجي إنت تمشي, راهو جن, معناها ينجّم يطولنا وين ما نكونوا, و ما تنساش إلّي هو خطفني ليلة عرسي.
* أنا ما نيش مش نخلّيك ليه حتّى لحظة أخرى و أتو نكسّرها الجرّة الّي عليها الكتيبة, و هكّاكة يجي و نواجهو, و نقتلو, و نخلّصك منّو فرد مرّة.
كيف سمعتني نحكي بالحدّة هذيكة بدات تقرّق بيّا و تتوسلّي و تحلّف فيّا بالأيمانات الكل باش إنّحّي الفكرة هذه من مخّي و نرضاو بنصيبنا, لكن أنا وقتها الحكاية كبرت في مُخّي, لا سمعتها و لا كنت ناوي مش نطبّق كلامها, و في لحظة ضربت الجرّة الملعونة بساقي, و قام زلزال في الغار, كل شيء تحرّك من بلاصتو, و صاعقة هبطت علينا, أنا ترعبت و بديت نعيّطلها شنوّة الّي صار قالتلي:
*الجنّ مش يجي توّة, لازمك تخرج منين جيت, و رد بالك يراك راهو يبلعك في لحظة.
سمعتها شنوّة قالت تخلعت و من شدّة الرّعب الّي مكنّي أنا خراج نسيت سبّاطي و الفاس الّي كنت نحطّب بيه, بعد ما طلعت درجتين تلفّت ورايا و فجأة الأرض تشقّت قُدّام عينيّا و ريت جن و إلّا شيطان أبشع من منظرو ما فمّاش, بدى يصيح
* شكون حيّرني, و جابني في غير وقتي؟ شنوّة الّي صار؟
*ما فمّة شيء, قلبي وجعني و عصر عليّا حبّيت نمشي ناخذ شربة ماء عثرت في الجرّة, طاحت تكسّرت, ما فقت كان بالدّنيا تزعزعت و انت جيت
* و تكذب علّيا زادة؟ بدى يدور في القصر و هو هكّاكة هايج يلقى سبّاطي و الفاس متاعي, قاللها:
* الدّبش هذا ما ينجّم يكون كان لراجل, شكون جاء بحذاك؟ انطق؟
* دبش؟؟ أوّل مرّة نشوفهم, أكيد جاو معاك.
* مستحيل يكونوا جاو معايا, يا خاينة.
شدّها كتّفها على زوز لوحات معلّقهم على الحيط, و بدى يعذّب فيها باش تقول على الحقيقة و تستعرفلو إلّي أنا مولى السّبّاط و الفاس, كيف ريتو كيفاش يعذّب فيها ما نجّمتش نتحمّل المنظر, و بالخوف طلعت لآخر الدّروج لكن أوّل ما حطّيت إيدي على المقبض متاع الباب الّي هبطت منّو, جاء بين عينيّا حبيبتي, و الشيطان الّي يعذّب فيها و أنا السّبب في عذابها, صبرت معاه 25 سنة و توّة على خاطري ذاقت المرّار, و تفكّرت بابا و المصير الّي أنا لقيتو و الحكاية المرّة الّي عشتها من نهارة الّي خرجت من مملكتنا, لكن قلت بعد العسر يسر, و ان شاء الله بعد العسر يسر.
رجعت للحانوت الّي أنا عايش فيه مع التّارزي, أوّل ما وصلت لقيتو متحيّر عليّا أيّامات و أنا لا حس و لا خبر, طمّنتو و شكرتو على خوفوعليّا و مشيت شدّيت تركينتي و مُخّي سارح و ندمت إنّي بأنانيّة و من غير ما نخمّم في مصير حبيبتي, ضربت الجرّة بساقي و صار الّي صار. أنا هايم و جاني صاحبي التّارزي قالّي
* فمّة راجل يقول إنّو فارسي, جايبلك سبّاطك و الفاس متاعك, قال أنا خرجت مش نصلّي صلاة الفجر, لقيتهم قُدّامي, كيف سألت جيرانك التّوارزيّة قالولي يتبعو للحانوت هذا. فرحت أنا و خرجت مش نشكرو على أمانتو و مش ناخذ دبشي, لكن أول ما وقفت قُدّامو, الأرض تشقّت و الرّاجل الفارسي ما هو إلّا الجن الّي هربت من بطشو قبل وقت قصير, كيف ما استعرفتش و ما قرّتش عليّا, خذى هو دبشي, و قاللها ما نكونش أنا جرجريس حفيد إبليس, كان ما نجيبش مولاهم في روشة عين., طار بيّا في الهواء كيف العصفور, و هبط بيّا تحت القاعة في بلاصة خالية, لكن بعد شويّة نلقاه القصر الّي خرجت منّو هارب بحرارة الرّوح,و شفت قدّامي حبيبة قلبي, مسلوخة من شدّة الضّرب و دمّها يقطّر منها قطرة قطرة, و دموعها تجري, قاللها:
* هاني جبتلك صاحبك, هذا صاحبك و إلّا لا يا خاينة؟
* أوّل مرّة نشوفو, عمري لا ريتو قبل اللّحظة هذه.
* مازلت شادّة صحيح بعد ما سلختلك لحمك و سيّحتلك دمّك؟
* عمري لا ريتو و لا شفتو كان توّة. مانيش نكذب ربّي ما يحبّش الكذب.
*مالا كيف ما تعرفوش شد السّيف هذا و أقتلو.
قدّمت في إتّجاهي و السّيف في يدّها, غمزتها أنا بشفرة عيني, رجّعتلي الغمزة و قالتلي بالسّرقة من الشّيطان الّي معمّل على قتلانا:
* إنت الّي حطّيتنا في الموقف الصّعيب هذا؟
* سامحني, عمري ما قصدت, و كيفاش ننوي مضرّة أحب انسان لقلبي, أنا حبّيتك من أول ما ريتك, و حبّك ماعادش يقلّعو من قلبي لا حياة و لا موت. كيف فهمت الرّسالة من كلامي, سيّبت السّيف طاح من إيدها, و قالتلو:
*كيفاش نقتل عبد ما عندي بيه حتّى معرفة, و ما سبّبلي حتّى مضرّة, هذا من الكبائر في ديننا.
* الحقيقة, انّك مستعدّة تتحمّل على خاطرو أكثر من الّي ذقتو باش تنقذو من الموت,و هو ما عدّى معاك كان ليلة, أما بالحق انتم من طينة وحدة. دارلي ليّا و أنا كنت نتمنّى وقتها نكون نحلم و يجي حد يقيّمني من هالكابوس, قالّي:
* تعرفها المرى هذه؟؟ هذه مرتي.
* عمري لا ريتها كان توّة.
* شد السّيف قصّلها راسها باش نصدّق إنّك أوّل مرّة تراها, و نسيّبك و ما عادش تسمع بيّا.
خذيت من عندو السّيف, و مشيتلها بسرعة و هاز يدّي مش نضربها, غمزتني باش تذكّرني إنّها على الوعد معايا, غمزتها بدوري, باش نفهّمها إنّي نفديها بروحى و لا نمسّ منها شعرة, و عينيّا تعبّات بالدّموع, و طيّشت السّيف من إيدي, و قتلو:
* يا سيدي, مرى تصرّفت بحكمة و رفضت باش تقتلني على خاطرني بريء من التهمة, كيفاش أنا راجل نقتلها و انا عمري ما ريتها, ما نجّمش نقتلها.
* أنا نشوف في محبّة كبيرة بيناتكم, كيفاش ما تعرفوش بعضكم؟ هاني مش نورّيكم عملتكم وين مش توصّلكم. و في لحظة يشد السّيف و يضربها قصّلها ايد وكمّل الأخرى و قصّلها ساق و كمّل الأخرى, أنا ما نيش مصدّق نشوف كان في الدّم يفيّع في كل بلاصة, غزرلتها غمزتني, شافها الشّيطان, قللها وتخون فيّة بعينيك الّي مازالولك؟ كمّل قصّلها راسها, هذا الكل صار في رمشة عين, و دارلي قالّي:
في قانونا المرى الخاينة نقتلوها, و المرى هذه أنا خطفتها ليلة عرسها على ولد عمّها, و هي عمرها 15 سنة, حلّت عينيها فيّا, و كنت نجيها كل عشرة أيّام نعدّي حذاها ليلة في هيئة الرّاجل الفارسي الّي جابلك دبشك للحانوت, و كيف تأكّدت أنها خانتني قتلتها و مانيش نادم, بالنّسبة ليك ما نعرفش, مانيش متأكّد, و مع ذلك ما نجّمش نخلّيك تخرج سلامات, قلّي شنوّة تطلب و أنا نفّذلك طلبك في الحين.
* نطلب منّك كان العفو, أنا بريء
*آش تحب نمسخك, كلب؟ قرد؟ بهيم؟
* نطلب منّك كان العفو و ان شاء الله ربّي ينظرلك بعين الرّحمة على خاطرك رحمت عبد مسلم ضعيف ما عمل حتّى شيء, و انت تعامل فيه معاملة قاسية.
*يزّيك من الهداري و تضييع الوقت ما أسهلش عندي من إنّي نقصّلك راسك بذنب و إلّا من غير ذنب, لكن أنا خيّرتك باش تختار عقابك, نمسخك في أي صورة تحبّها.
* ما نحبّش تمسخني, نحبّ تسامحني و تعفو عليّا كيما عفى المحسود على الحاسد.
* كيفاش عفى عليه؟ و شكون هاذم المحسود و الحاسد؟ جاوبتو قلتلو:
كانوا يعيشوا في قرية من القرى زوز رجال جيران يفصل ما بين ديارهم حيط مشترك, و كان واحد حاسد الآخر, كل ما تجي العين في العين يلقاه بنظرة كلّها حسد و حقد كبير, و كان الحاسد ما يخلّي حتّى فرصة باش يقلّق جارو و يعملّو المشاكل من غير سبب, الغيرة عماتلو قلبو و بصيرتو, و لا عاد لا ياكل لا يشرب لا يهنالو نوم, همّو الكل في الدّنيا كيفاش يتخلّص منّو, و كان الجار هذا كل ما يكيدلو الحاسد, ربّي يزيدو خير على خير, تجارتو ناجحة و عمرو ما عامل جارو كان بالحسنى و الخير مهما صدر منّو و مهما عمل في سبيل مضرّتو, لكن كيف تمادى الحاسد في شرّو و في عماه, قرّر الجار المحسود مغادرة المدينة و الأستقرار في بلاد أخرى لعلّ ربّي يرحمهم الإثنين. و كان العمل هكّاكة, شرى أرض صغيرة في بلاد أخرى, فيها بير قديم و الحاجات الأساسيّة باش يباشر أعمال الفلاحة, و كان راجل تقيّ, حق ربّي في الخير الّي يرزقو بيه يخرج للفقراء و المساكين قبل أيّ حد و على هذاكة ربّي مباركلو و عاطيه على قد قلبو, و كانوا الفقراء و المحتاجين يجيوه من كل بلاصة, و سمعتو الطّيّبة وصل صيتها لأعيان البلدان, حتّى وصل الخبر لجارو القديم, ما حملش يسمع كان الخير على راجل النّاس الكل تحكي على كرمو و أخلاقو العالية, قرّر الحاسد يسافر لنفس البلاد و مشى لجارو, لكن هذا استقبلو إستقبال الملوك, و عطاه هديّة سلاطين, قالّو الحاسد:
* نحب نطلعك على سرّ و هذا سبب جيّتي لهنا, لكن ماذابيّة نكونو وحدنا باش ما يسمعنا حد. إيجا معايا, و شدّو من إيدو و هزّومعاه في تركينة بعيدة من أرضو, و لحّ عليه باش يأمر النّاس الفقراء الّي كانوا حاضرين باش يخلّيوهم وحدهم, نفّذ المحسود ما طلب منّو جارو, و تفرّقت النّاس ما قعدو كان هوما الإثنين, عمل روحو يحكي معاه و قرب بيه للبير القديم الموجود في الأرض, و دزّو بكل قوّة طيّحو فيه من غير ما يراه حتّى حد, و شدّ الثّنيّة راجع منين جاء تقول ما صار شيء, و في بالو قتل جارو و تخلّص منّو لأبد. لكن البير هذاكة كان مسكون بالجن, و كانوا هوما السّبب باش ينقذوا حياة الرّاجل الطّيب من الموت, و لقفوه قبل ما يوصل للقاعة و يموت, و قعّدوه على صخرة في وسط البير و تكلّم واحد من الجنّ قال:
* الرّاجل هذا إنسان طيّب خيّر, ملّي هرب من جارو الحاسد الّي كان ممرّرلو عيشتو و جاء لبلادنا و بنى حوش في الأرض هاذي, و أنا ديمة نراه يقرى في القرآن و يطلب في ربّي و يعاون في الفقراء, حتّى خلط عليه جارو الحاسد و دزّو في البير, لكن في الأثناء وصل صيتو و سمعتو الطّيبة لسلطان المدينة, الّي قرّر يجيه غدوة باش يفاتحو في موضوع بنتو, تكلّم جن واحد آخر قالّو:
* شبيها بنت السّلطان؟
* ساكنها الجن ميمون, ولد دمدم, و لو كان جاء يعرف يداويها, تكونلو فاتحة خير, و لو إنّ الدّواء من أسهل ما فمّا.
* و شنوّة دواها؟
* فمّة قطّوس أكحل في الفيرمة هاذي عندو في ذيلو بقعة بيضاء قد دورة الدّرهم, ياخذ منها سبعة شعرات و يحرقهم, بحذى راس الأميرة بقدرة ربّي يمشي منها كل شيء و ترجع كيما كانت قبل, و تبرى من علّتها للأبد.
كانوا الزوز جنون يحكيو و المحسود يسمع في كل كلمة, قبل طلوع الشّمس كان الرّاجل الّي ربّي مازال مطوّل في عمرو و أنقذو من مكيدة جارو, لبرّة من البير, و كان ما عندو في مخّو كان القطّوس و السبعة شعرات, مشى حضّر كل شيء, و قعد يستنّى في السلطان يهل عليه, هو هكّاكة يستنّى و يشوف فيه حل مع أعيان البلاط,و البلاد, إستقبلهم أحسن إستقبال و قالّو السّلطان:
* تعرفشي علاش جيناك اليوم؟
* إينعم, مرحبا بيكم جيتني مش تسألني على حكاية بنتك.
* و هو كذلك, هذا هو موضوع زيارتي
* أبعث جيبها, بقدرة ربّي نداويها و تخرج من هنا من غير علّة.
بعث السّلطان في الحين جابوا بنتو مسلسلة و مكبّلة بالحديد, حطّها الرّاجل قدّامو على كرسي و غطّاها بملحفة بيضة و جبد آكالسّبعة شعرات متاع القطّوس و حرقهم, وقتها خرج منها الجن ميمون الّي كان ساكنها يصيح نحّات الغطاء الّي كان على راسها و قالت:
* شنوّة الّي صارلي, و شكون جابني لهنا؟ السّلطان كان مش يطير بالفرحة إلّي بنتو برات, قام يبوس في إيدين الرّاجل الطّيب الّي داواها, و تلفّت للحاشية متاعو و قاللهم:
* شنوّة رايكم؟ آش يستاهل الرّاجل الّي داوالي بنتي؟
* يتزوّج بيها.
* عندكم الحق, و من توّ الرّاجل هذا مش يكون نسيبي و زوج بنتي.
و كان العمل هكّاكة تزوّج الرّاجل الطّيب الأميرة, و بعد مدّة مات الوزير, شاور السّلطان الحاشية شكون مش يكون الوزير الجديد, قالولوا, نسيبك, ما فمّاش ما أحسن منّو و أأمن منّو, و ولّى النسيب وزير, و بعد مدّة أخرى مات السّلطان, و ربّي كتب للرّاجل الطّيب الّي كان يراعي حق ربّي قبل حق العبد هو سلطان البلاد.
نهار من النّهارات كان السّلطان و مرتو و وزيرو و بعض من رجال البلاط يدوروا في البلاد, و يتعارض مع جارو الحاسد الّي دزّو في البير حب يقتلو و يتخلّص منّو, طلب من أحد الرّجال قاللهم:
* جيبولي الرّاجل هذا لكن من غير ما تخوّفوه و لا ترهبوه. في الحين كان الحاسد واقف قدّام جارو, السّلطان, تكلّم هذا و قال للوزير:
* أعطيه ألف قطعة ذهبيّة, و خوذهم من خزنتي الخاصّة, و حضّرولوا عشرين ناقة محمّلة بأحسن السّلع و أحرسوه حتّى لين يوصل لبلادو. و قام السلطان ودّع جارو, و تمنّالو حظ سعيد, و هو الّي كان في يوم من الأيّام اليد الّي حبّت تقتلو....
بعد ما كمّلت الحكاية و أنا نبكي و نقرّق بالجن باش يخلّي سبيلي و يعفو عليّا, قالّي:
* ما تخافش من الموت مانيش مش نقتلك, و ما تطمعش في العفو, على خاطر مانيش مش نسيّبك ترجع كيما هيئتك هاذي, مش نمسخك, و في لحظة طار بيّة و كنت نشوف في الأرض تحتي و البلدان, أصغر من عين الذّبّانة, و حطّني على قمّة جبل, هز طرف تراب في إيدو و تمتم عليه كلام ما فهمتوش, و رماه عليّا, و قال:
* من اللّحظة هاذي إنت قرد. و لقيت روحي قرد عمري أكثر من ميات سنة, بكيت على روحي و على حظّي لكن تسلّحت بالشّجاعة باش نكمّل نواجه مصيري الّي مكتوبلي, و هبطت من الجبل, و مشيت مسافة شهر كامل, حتّى لين وصلت لشط بحر من البحورات, قعدت نرتاح و إذا بيّا نشوف في سفينة, جاية في إتّجاهي, تخبّيت وراه صخرة موجودة في الماء, و السفينة قربت و انا نقّزت جيت في وسطها, شافني واحد من التّجّار, قام يعيّط, شدّوا القرد, رايس السّفينة حب يقتلني, نسمع في واحد آخر يقول أنا مش نقتلو بسيفي, مشيت للرّايس شدّيت في حوايجو و بديت نبكي, كيف شاف دموعي عزّيت بيه, و قاللهم, القرد طالب حمايتي و أنا مش نحميه, حتّى حد ما يجي على حالو و لا يقلّقو.
من النّهار هذاكة, و أنا في خدمة الرّايس الّي أنقذني من الموت, و بما أنّي نفهم الّي يقولوه الكل لكن ما نجّمش نتكلّم, ننفّذ كلامو الكل بالحرف, و كنت الخادم المطيع و الأمين, و كان هو فرحان بيّا عدّيت في خدمتو خمسين يوم, حتّى لين رسات السّفينة في بلاد عبادها برشة, كان ربّي سبحانو يعرف عددهم, إحنا هكّاكة و نشوفوا في الخدم متاع سلطان المدينة هذيكة, جاو طلعوا للسّفينة, و سلّموا على التّجار و بلّغولهم السّلام الحار من سلطانهم, و قالوا الّي معاهم رقعة للكتيبة, السّلطان يحب كل واحد من رُكّاب السّفينة يكتب سطر فيها, على خاطر الوزير متاعهم كان خطّاط ما فمّاش كيفو و توفّى, و السّلطان أقسم الأيمانات السّبعة, ما يعيّن في بلاصتو كان خطّاط كيفو و إلّا أمهر منّو, خذاو التّجّار الّي يعرفو يكتبوا كل واحد كتب سطر, تقدّمت أنا بدوري حبّيت نكتب, تفجعوا هوما بما أنّي كنت قرد, خافوا لا نقطّعها, طلب منهم الرّايس باش يخلّيوني, كان بلبزت الكتيبة, يقتلوني, و كان كتبت كتيبة مفهومة, مش يحسبني ولد من أولادو,قاللهم على خاطر عمرو ما رى قرد ذكي كيفي.
خذيت أنا البلومة و بديت نكتب و نخطّط, ماني كنت من علماء بلادي في الكتيبة و العلوم الكل, و كتبت بسبعة أنواع خط و كانت كتيبتي لكلها أبيات شعر و حِكم و أقوال فيها الكثير من العلم و المعرفة, الّي بالطّبيعة ماتنجّمش تكون لقرد, بعد ما كمّلت مدّيتلهم الورقة, كمّلوا بقيّة التّجار و الّي حاضرين في السّفينة الكل كتبوا الأسطر متاعهم, و هزّا الخدم الرّقعة للسّلطان, بعد ما فحص الكتابات الكل, عجبتّو كان كتيبة وحدة, كتيبتي أنا, في الحين طلب من الخدم يرجعوا يجيبوا صاحب الخط العجيب و العلم الوافر, و يلبّسوه لبسة وزراء, و يركّبوه على بغلة, و معاه الموزيكة تضرب ثنيّة كاملة, لكن الخدم قاموا يضحكوا كيف تصوّروا الّي مش يعملولوا هذا الكل قرد, تغشّش السّلطان كيف شافهم يضحكوا, و هو أصدر أمرو, اعتبرهم يضحكوا عليه, واحد من الحاضرين أعلمو الّي صاحب الخط هذاكة راهو موش انسان, و إنّما مُجرّد قرد في خدمة رايس السّفينة. تعجّب السّلطان من الحكاية و طلب باش يشري الحيوان الّي هو أنا, و شد صحيح باش يلبّسوني لبسة وزير و يركّبوني على بغلة, رجعوا الخدم للسّفينة, خذاونو من إيدين الرّايس و لبّسوني و كانوا الحاضرين الكل من جهة متعجّبين من اهتمام السّلطان بخطّي و من جهة ميّتين عليّا بالضّحك,و على منظري قرد لابس روبة.
أوّل ما وصلت قدّام السّلطان حيّيتو تحيّة السّلاطين, كانوا الحاضرين الكل متعجّبين من طريقتي في التّحيّة و رزانتي, طلب منهم السّلطان باش يخلّيونا وحدنا, و أمر باش يجيبولي أفخر و ألذ المأكولات, و تنصبت طاولة عليها الخيرات السّبعة, قمت أنا بُست إيد السّلطان و بعد ما كلينا أنا و أيّاه قمت غسلت إيديّا سبعة مرّات و شدّيت البلومة و كتبت أبيات شعر في وصف كل أنواع الماكلة الّي تنصبت قُدّامنا و طعمها و لذّتها و فايدتها للبدن, بعد ما كمّلت أجلسني السّلطان في مجلس فاخر و خذى يقرى في الّي كتبتو و كانت دهشتو كبيرة, كيفاش قرد يكون على هذا القدر من العلم و المعرفة. بعد ما كلينا و شربنا, طلب من الخدم باش يجيبولوا رقعة الشّطرنج, قابلتو أنا و لعبت معاه و ربحتو زاد استغرب و فرح في نفس الوقت, و طلب من خادم يمشي ينادي مولاتو سيّدة الحسن, باش تجي تشوف الأعجوبة الّي قُدّامو, جات الأميرة, مغطّيّة وجّهها و قالت لبوها:
* يا بابا مستانس تناديلي في حضور غرباء؟
* يا سيّدة الحُسن, وين ترى فيهم الغرباء؟ هاك تشوف هذاكة الخادم الّي ربّاك من صغرك, و انا بوك, و القرد هذا.
* القرد هذا, امير ولد ملك جزر الأبنوس,مسخو الجن جرجريس حفيد إبليس لقرد, بعد ما قتل مرتو, و الّي ترى فيه قرد, هو راجل ذكيّ و عالم, من أعلم ما توجد في عصرو. تعجّب السّلطان من كلام بنتو و غزرلي, أشرتلو براسي إلّي الحكاية الكلّها صحيحة, سألها و قتها:
* و إنت منين ليك هذا الكل؟ كيفاش عرفت حكايتو؟
* يا بابا في صغري كانت عندي مرى كبيرة ساحرة ماهرة, علّمتني الّي تعرفو الكل, و انا حفظت عليها أكثر من ستّين درس أقلّ واحد منهم, إنّي نجّم ننقّل حجر المدينة لأبعد جبل, و نردّو بحر و نخلّي سكّان المدينة حوت يعوم.
* ما لا بنيتي, بالله رجّع القرد هذا لهيئتو الإنسانيّة خلّيني نردّو وزيري, عمري ما ريت أذكى منّو و لا أحذق منّو.
* سمعا و طاعة يا مولاي.
خذات وقتها الأميرة سيّدة الحسن سكّينة كانت منقوشة بكتيبة سحريّة, و سطّرت حلقة في القاعة, و كتبت في وسطها كلام موش مفهوم, و بدات تعزّم و تتمتم بكلام غريب, في لحظة نشوفو في غبار عبّى القصر من كل جهة و هبط علينا الجن جرجريس في هيئتو الموحشة, هيئة شيطان, تكلّمت الأميرة قالت:
* لا أهلا و لا سهلا. في لحظة تبدّل الشّيطان لهيئة صيد, و قاللها:
* يا خاينة, قطعت العهد الّي تواعدناه باش ما ناقفوش ضد بعضنا؟
* أعوذ بالله منّك, و انت من وقتاش تحفظ العهود و لا عندك خصلة الأمانة؟
* مالا كول على راسك.
و دارت بيناتهم معركة أقل ما نجّم نقول عليها شرسة و عنيفة, برشة, كل ما يتقلب الجن في هيئة جديدة تتقلب الأميرة في هيئة أقوى, قام السلطان يسب فيّ و في النّهار النّحس الّي دخلت للقصر, يشوف في بنتو تلهب بالنّار الّي أطلقها عليها الشّيطان الّي تتعارك معاه, و هي ما حبّتش تسلّم, و انا كنت قرد ما نجّم نقول حتّى كلمة, و لقينا أرواحنا محصورين بين نار الأميرة الّي ما ضرّتناش, لكن نار الشّيطان مسّت عيني الأيسار و من وقتها و هي عورة, و كمّلت النّار حرقت وجه السّلطان, و هبطت على الخادم على صدرو, مات في لحظتها, و إحنا هكّاكة تصوّرنا إنّنا الكل مش نموتو و موش مش ينجى منّا حتّى حد و فجأة نسمعو في صوت يقول:
* الله أكبر, الله أكبر على كل من طغى و تجبّر, أشهد أن لا إلاه إلّا الله و أشهد أنّ محمّدا رسول الله, طلع صوت الأميرة الّي حرقت الشّيطان و تغلّبت عليه, و ردتّو رماد قُدّام عينينا, و طلبت من بوها باش يعطيها شربة ماء, تمتمت عليها و رشّتني بيها, و قالت:
* بسم الله الحي القيّوم, ترجع لهيئتك الأصليّة. و لقيت روحي في هيئتي الأصليّة لكن عيني قعدت عورة كيما تشوفوا فيها, و بعد غزرت الأميرة لبوها و قالتلوا:
* يا بابا النّار هي النّار, و انا راني ميّتة لكن ربّي صخّرني باش ننقذ الرّاجل هذا, و كنت نعرف الّي أنا مش نموت بعد العركة هذه,على خاطر ما كنتش مستعدّة باش نحارب شيطان, لكن ما نجّمتش نعصيلك طلبك, ان شاء الله ربّي يشملني برحمتو و مغفرتو, ماتت الأميرة سيّدة الحسن الّي ضحّات بحياتها على خاطري,شهّدتلها و غطّيتها, و كنت في حالة من الحزن و اليأس الّي داير بينا الكل رماد حتّى الأميرة, و تمنّيت نكون أنا الّي مُتّ لكن الله غالب هذاكة المقدّر, و بعد ما فقنا من صدمة الّي صار ولّينا أنا و السّلطان نبكي و نقطّعوا في حوايجنا و سمعوا الّي في القصر و الّي البرّة و أقامت المدينة سبعة أيّام, عزاء الأميرة الّي تخطفت في عز شبابها, السّلطان من حزنو على بنتو مرض مرضة كبيرة, لكن بعد أيّامات استرجع صحّتو, شد روحو, نادالي و قالّي:
* يا وليدي كنّا عايشين لا باس علينا, في خير و نعمة لين جيتنا انت و جبت الهم و الموت في ساقيك, كنت نحس علينا و على بنتي الّي فداتك بروحها, و انا قريب نموت, و لكن نعرف الّي انت ما عندكش ذنب في الّي صار, الكل مقدّر و مكتوب ملّي تخلقنا, و لهذا عيّش ولدي برّة هج من هالبر, و ماعادش ترجع و ما عادش نحب نشوف وجهك, راني نهارة الّي نشوفك مرّة أخرى مش تكون موتك على إيدي. و نادى للحُرّاس باش يخرّجوني من القصر و يطيّشوني خارج المدينة.
بقيت نمشي مُدّة شهور و انا نتذكّر في الّي تعدّى عليّا الكل, مرّة نبكي و مرّة نحمد ربّي الّي نجّاني من الموت في أكثر من مرّة لين وصلت لمدينتكم, و قرّرت باش نشوف سلطان المدينة لعلّ كيف نحكيلو حكايتي يعاونّي باش نرجع لبلادي, و تلاقيت أنا و الفرسان الإثنين الّي قدّامكم و حتّى ساقتنا الأقدار لداركم. هذه حكايتي و هذا عذابي.

تكلمت وقتها إسمهان و قالتلو:
* حط إيدك على راسك و أخرج عليك أمان الله
* لا مانيش خارج لاما نسمع حكايات أصحابي
Ch.Marwen
Ch.Marwen
الادارة العليا
الادارة العليا

المتصفح : Google Chrome
الإقامة : Republic of Tunisia
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 25405
نقاط : 103330942
تقييم : 7859
تاريخ الميلاد : 14/01/1990
تاريخ التسجيل : 11/02/2012
العمر : 34

http://www.arabwoorld.com
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | الحصول على منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | إتصل بنا | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع