قصة بناء و هدم برج الساعة العثماني
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
قصة بناء و هدم برج الساعة العثماني
قصة بناء و هدم برج الساعة العثماني
قصة بناء و هدم برج الساعة العثماني
تشير موسوعة "المعرفة" على شبكة الإنترنت، إلى أن برج الساعة العثماني في باب الخليل بني في العام 1908، ليخدم المنطقة التجارية الناشئة في المنطقة، إلا أن البرج استمر فقط لعقد من الزمان، فقد هدمه البريطانيون عندما احتلوا القدس.
وخلال البحث عما إذا كانت ساعة باب الخليل في القدس هي ذاتها "بيغ بين"، ظهر ومن دون شك أنهما مختلفان، حيث إن المعلومات المتوافرة عن تاريخ الساعة الشهيرة في بريطانيا، تتحدث عن أنها بدأت تدق للمرة الأولى في لندن مع بدء عملها في الثالث من تموز (يوليو) في العام 1859، وأن اسمها يرجع إلى اختصار اسم بنجامين هول، وزير الأشغال البريطاني آنذاك، والذي أشرف على تنفيذ مشروع الساعة التي تزن حوالي 12.5 طن، وكان أيضاً وراء تصميم برجها.
وهو ما يرجح أن ساعة باب الخليل، هي ليست "بيغ بين"، لكن المؤكد أنها انتزعت على يد الإنجليز وتم هدم برجها فوق فندق "فاوست"، حين احتلت سلطات الانتداب القدس، ما يدفع الكثير من المقدسيين، خصوصا كبار السن منهم، للتساؤل عن مصير ساعة باب الخليل.
مدير رواق مركز المعمار الشعبي
د. نظمي الجعبة، في تعليقه على حكاية برج الساعة في باب الخليل بالقدس، أكد أن هذه الساعة جاءت في إطار حملة لتشجيع التجارة في الدولة العثمانية، فكانت العشرات من أبراج الساعات في مدن عدة داخل هذه الدولة، في عهد السلطان عبدالحميد، مشدداً على أن ساعة باب الخليل "بالتأكيد هي ليست بيغ بين"، ولكن "هذا لا يقلل من قيمتها وأهميتها".
وفي دراسة له، نشرت في مجلة "البيادر السياسي" للباحث بشير بركات، أشار إلى أنه ومع انتشار العمران خارج سور القدس أواخر العهد العثماني، تم بناء أسواق جديدة وخصوصا غربيّ السور، وكان باب الخليل أكثر أبواب المدينة ازدحاماً، حيث يعبر منه المسافرون والقادمون من الخليل ويافا وغزة، وازداد ازدحاماً مع تأسيس مستشفى العيون ومحطة السكة الحديدية في منطقة "البقعة".
ويضيف بركات، "لأهمية الباب شيدت الحكومة برج الساعة فوقه وسبيل السلطان عبدالحميد خارجه بالقرب من محطة العربات، وتم بناء عدد من "اللوكندات" والمقاهي في المنطقة، ثم اتسع البناء باتجاه مقبرة ماملا حتى تكوّن "سوق طريق ماملا" الذي بقي عامراً حتى النكبة".
ويتحدث بركات أنه ومع انتشار التصوير أواخر العهد العثماني، فتحت عدة استوديوهات أبوابها في المنطقة الممتدة خارج السور بين باب الخليل وباب الجديد، وكان أولها محل كرابيد كريكوريان، الذي تأسس في العام 1885، حتى أطلق على المنطقة "السوق الفوتوغرافي"، مشيراً إلى أن السلطات البريطانية سعت إلى إنهاك الاقتصاد العربي في القدس منذ بداية احتلالها للمدينة، وأنه، وفي إطار هذه السياسة، تم هدم برج الساعة في باب الخليل.
وتشير مراجع أخرى إلى أن "جمعية محبّي القدس" التي أسسها الحاكم العسكري البريطاني "ستورز"، في شباط (فبراير) من العام 1919، هي من قامت بإزالة برج الساعة الذي نُصِب في باب الخليل العام 1909 في ذكرى اليوبيل الفضي لاعتلاء السلطان عبدالحميد الثاني عرش الخلافة، بحجّة بشاعة البرج، وكان الهدف الحقيقي إزالة ذكرى السلطان من أذهان السكان، وفق موقع "القدس أون لاين".
وأشارت العديد من المصادر إلى أن الساعة التي عرفت أيضاً باسم "الساعة المحمودية" نقلت إلى لندن، مع احتلال سلطات الانتداب للمدينة المقدسة، لكن يبدو أن المعلومة الأدق هي تلك الواردة في مجموعة ماتسون، والتي تؤكد أن الساعة بنيت في العام 1907، في عهد عبدالحميد الثاني، وأن البريطانيين قاموا بهدم برج الساعة في العام 1922.
ومن الجدير بالذكر أن باب الخليل ذكره المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم" باسم باب محراب داود، ويسمى أيضا باب يافا، وباب بيت لحم، وهو أيضا ما عرف باسم بوابة عمر؛ لأنه الباب الذي دخل منه عمر بن الخطاب عند تسلمه القدس، وسبب تعدد التسميات عائد إلى أسماء المدن التي يؤدي إليها غرب القدس.
وتقع في الجهة الشمالية الشرقية منه قلعة القدس (قلعة باب الخليل)، التي ينسب بناؤها إلى هيرودوس الحاكم الأدومي لمقاطعة فلسطين في عهد الرومان، وفيها البرج الذي بناه الملك الناصر داود من ملوك الأيوبيين، وسمّي البرج نسبة له "برج داود"، وليس نسبة إلى داود عليه السلام.
وتبلغ مساحة القلعة أكثر من سبعة دونمات، وتحتوي على مساحات وغرف وقاعات متعددة ولها مدخل واحد من جهة الشرق، والثابت أنها بناء إسلامي، تؤيد ذلك مخطوطتان حجريتان عثر عليهما العام 1938 الباحث الأثري جونز موكان، مدير الآثار الإسلامية أيام الانتداب البريطاني.
وتكشف الصور الفوتوغرافية، مجهولة المصور، حقيقة أنه في باب الخليل كان ثمة ساعة وبرج، وأن الإنجليز ومع احتلالهم للقدس هدموا البرج بعد أن نقلوا الساعة إلى لندن، هي ليست "بيغ بين" كما يتناقل بعض المقدسيين، لكنها في بريطانيا، لربما في مكان آخر، جنوب أو شمال، شرق أو غرب المملكة المتحدة، التي كانت لا تغيب عن أراضيها الشمس ذات يوم. الساعة العثمانية الفلسطينية في بريطانيا، المقدسيون يطالبون بضرورة الكشف عن مصيرها، كواحدة من الشواهد على أن الاحتلال البريطاني، ومن بعده الإسرائيلي، استهدف الجانبين الحضاري والثقافي للفلسطينيين، وعمد إلى سرقة مكونات الهوية الثقافية لأصحاب الأرض.
مواضيع مماثلة
» فندق فورسيزون البوسفور القصر العثماني العريق
» تحميل برنامج مصحف التجويد بالرسم العثماني
» الساعة الان
» جدول الميداليات حتى الساعة
» برنامج ملف الساعة : 22-03-2012
» تحميل برنامج مصحف التجويد بالرسم العثماني
» الساعة الان
» جدول الميداليات حتى الساعة
» برنامج ملف الساعة : 22-03-2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى