[نقاش:] مدارس تعليم سياقة بمعناها الحقيقي

إن تعليم السياقة الآن يختلف كثيرا عما كان عليه الوضع في السابق وأصبح علما قائما بذاته يعتمد على أسس وضوابط واضحة في جانبيه النظري والتطبيقي.
ومدارس تعليم السياقة لدينا يجب أن تواكب الأوضاع المرورية الراهنة التي نعيشها، وأن يقوم منهج التكوين فيها على أسس صحيحة ملائمة لغرس الجوانب التربوية والتعليمية السليمة لدى طالبي الحصول على رخصة سياقة، ليس فقط في مجال تعليم القيادة وإنما أيضا في ترسيخ القيم والمبادئ المرورية الصحيحة التي يفترض أن يتمتع بها سواق العربات وتربيتهم على عقيدة احترام القانون وروح التسامح والتجامل مع باقي مستعملي الطريق.
لا شك ان الكسب المادي هو هدف مبرّر كونه الغاية التي يتم من أجلها فتح أي مشروع، ولكن هذا غير مبرر لطريقة التعليم القديمة والتي لا تزال متبعة حاليا لدى فئة من مدارس تعليم السياقة من ذلك الامساك بدفة السياقة والسير حسب السرعات المحددة في شوارع دون غيرها والسير على الطرقات التي اعتيد اجراء امتحان رخصة السياقة عليها كخط سير لا يحيد عنه.. فهذا الأسلوب هو تعليم سطحي بقصد برمجة سلوك المتعلم على هذا الأداء كفاية تهدف في النهاية للحصول على رخصة سياقة.
وأمام غياب برنامج وطني للتكوين والتعليم في مجال سياقة العربات، يكون متطورا ومواكبا لأهم المعايير العالمية في هذا المجال ومحورا أساسيا في التعليم والتقييم ومرجعا تعتمده جميع مدارس تعليم السياقة خلال مرحلة التكوين وعلى أساسه يقع تقييمهم والتي يتم من خلالها فرض إجبارية مرور كل التلاميذ بجميع مراحله في قطع نهائي مع عشوائية التعليم وارتجالية التقييم مثل ما هو الحال اليوم، يظل الباب واسعا لتخرج سائقين لا يحسنون بالقدر اللازم آداب التعامل مع مستعملي الطريق والالتزام بالقيم والقوانين والأنظمة المرورية بما أن المعرفة المكتسبة لدى هؤلاء ذاتية بقدر أكبر من التعليم بنفسه وضعيفة ولا تستمر معهم كسلوك ومنهج مروري وإنما هي لغاية محددة تتوقف عند حد تجاوز مراحل اختبارات السياقة ليس إلا.
مدارس تعليم السياقة يجب أن تقوم بدورها التاريخي بالمساهمة في خفض نسب الحوادث على الطرقات بجعل التربية المرورية جزءا لا يتجزأ من عناصر التعليم الذي بدوره لا بد أن يواكب أهم المتغيرات والتطورات العالمية كما يجب إيلاء مهنة تعليم السياقة قدرا كبيرا من الأهمية والمسؤولية لأن السائقين الجدد يكونون فريسة سهلة للحوادث المريعة أضعاف السائقين القدامى، لتقوم على أسس وقواعد علمية متقدمة وتواكب أهم التجارب العالمية المتطورة وتنتهج أفضل السبل لتخريج سائقين على كفاءة عالية يحسنون التعامل مع كافة ظروف الطريق.
نتمنى في القريب العاجل مدارس تعليم سياقة بمعناها الحقيقي متطورة في مجال اختصاصها وليست مجرد اسم مكتوب على سيارة تعليم، تتوفر لها جميع الظروف الكافية للقيام بدورها على أحسن وجه.

[نقاش:] مدارس تعليم سياقة بمعناها الحقيقي

[نقاش:] مدارس تعليم سياقة بمعناها الحقيقي

روابط مفيدة