باب تصديق الرؤيا

باب تصديق الرؤيا
وتصديق الرؤى يأتي على نوعين، فإما أن تكون الرؤيا تحتاج الى تصديق من الله عز وجل أو أن تكون الرؤيا تحتاج الى تصديق من الرائي:
فأما الأولى: فدليلها ما ورد في الآية الكريمة (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله محلقين رؤوسكم ومقصرين.) فهنا كان تصديق الرؤيا من الله عز وجل مع العلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم حاول دخول مكة ولكن لم يكتب له ذلك حيث سأله عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألم تخبرنا بدخول مكة فأجابه عليه الصلاة والسلام أقلت لك يا عمر أنك ستدخلها هذا العام؟ قال لا قال له عليه السلام فإنك داخل البيت ومطوف به، فمثل هذه الرؤيا التي فيها البشرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه يكون تصديقها من الله عز وجل وأيضا كل الرؤى التبشيرية سواء للأنبياء أو لعامة الناس فهي تحتاج الى تصديق من الله عز وجل.
أما الثانية: فهناك الكثير من الرؤى التي لا يستطيع المعبر أن يصل فيها إلى تفسير يقنعه قبل أن يفسرها للرائي، فقد وردنا كثير من الرؤى أن أحدهم يرى نفسه يقوم الليل ويستغفر الله أو أنه يزكي أو يعطي شيئا من الصدقة أو تراه يفعل أمر من العبادات التي أمر الله عز وجل بها ويقوم من النوم وهو يبكي لما شعر من لذة الإيمان بما رآه في تلك الليلة فهنا قبل تفسير الرؤيا يجب علينا أن نطلب من الرائي أن يصدق رؤياه كما جاء في الحديث الصحيح عَنِ ابْنِ خُزَيْمَةَ، عَنْ عَمِّهِ أَخِي خُزَيْمَةَ رَأَى فِيمَا يَرَى النَّائِمُ أَنَّهُ يَسْجُدُ عَلَى جَبْهَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَاضْطَجَعَ لَهُ وَقَالَ: (صَدِّقْ رُؤْيَاكَ.) (32) فَسَجَدَ عَلَى جَبْهَتِهِ. أي إذا وجد الانسان نفسه في عبادة معينه فعليه أن يفعل تلك العبادة أو الطاعة لأنها أمر من الله له ويصدق رؤياه يعني كمن رأى أنه يقوم الليل ويدعو الله بإخلاص ليرزقه الزوجة أو المال والولد فنقول له أنه عليك الإكثار من الاستغفار لما ورد في الآية ((فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا)) [نوح: ١٠ – ١٢] وأيضا أن يصدق رؤياه بقيام الليل ويدعو بحاجته.
وكذلك أيضا في الآية التالية وناديناه أن يا إبراهيم ( 104 ) قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين [الصافات: ١٠٤ - ١٠٦] أن الله عز وجل امتدح سيدنا إبراهيم لامتثاله في طاعة الله عز وجل وعندما رأى أنه يذبح ابنه فامتثل لأمر الله عز وجل واستبدله الله له بكبش بدل ابنه إسماعيل وبتصديق إبراهيم عليه السلام الرؤيا فرج الله عنه ما هو فيه وقال عز وجل (إنا كذلك نجزي المحسنين) أي باستبدال الله اسماعيل بالكبش وهو الفرج لسيدنا ابراهيم ولكن هنا يجب علينا التنبيه على أمر هام بالنسبة للأمر الثاني ان يصدق الانسان رؤياه فهنا اذا كان تصديق رؤياه خارج عمّا شرع الله ورسوله فلا يمتثل الانسان الى ذلك بحجة تصديق الرؤيا حيث مما قرأت أنه في الهند رأى أحد الناس أنه يذبح ابنه وهو من الرجال المتصوفين واعتقد أنه اتاه أمر من الله كما أتى سيدنا ابراهيم عليه السلام وقد قام وذبح ابنه فهنا يجب أن يعلم المسلم أن تصديق الرؤيا يجب أن يتوافق مع تعاليم القرآن والسنه من عبادة معينه أو عمل صالح يتقرب به الى الله عز وجل وأن يعود برؤياه الى أهل العلم حتى لا يقع بمعصية معينه، وكذلك على المسلم أن يعلم أن حدوث رؤيا البشرى تعود في صدق حدوثها الى صدق الرائي كما أسلفنا سابقا.

باب تصديق الرؤيا

باب تصديق الرؤيا

روابط مفيدة