بعد إصابته في الدماغ قبل الولادة، طفل سوري يعاني في ظل عدم تغطية تكاليف علاجه

بعد إصابته في الدماغ قبل الولادة، طفل سوري يعاني في ظل عدم تغطية تكاليف علاجه

بعيداً عن المفهوم الشائع للطفولة والقائل بأنها أجمل مراحل حياة الإنسان بلا همٍّ ولا ألم، صحبت المعاناة الطفل عبد المؤمن سراج قبل ولادته، فحين كانت قوات الأمن السورية تلاحق المتظاهرين في مدينة حماة وسط البلاد، سقطت إحدى القنابل المسيلة للدموع في منزل أسرة عبد المؤمن، فأغمي على أمه وهي حاملٌ به أثناء خروجها من البيت.

لاحقاً وبعد قيام أسرة عبد المؤمن بعدة فحوصاتٍ طبية، تبيَّن وجود سوائل زائدة في محيط دماغ الطفل، وسبب ذلك جرثومةٌ أوقفت نمو دماغه، كان قد أصيب بها حين استنشقت والدته الغازات المسيلة للدموع، فطاف والدا عبد المؤمن به على الكثير من الأطباء بين حماة ودمشق، إلا أن أكثر الأطباء تفاؤلاً قدر حياة الطفل باسبوعين لا أكثر، ما دفع والداه لعدم المضي بعلاجه مباشرةً.

اليوم يبلغ عبد المؤمن العامين من العمر، إلا أن معاناته لم تقترب ولا حتى قليلاً من نهايتها، بل إن حياته لا تزال في خطرٍ كما كانت عند ولادته، ولم تعد تلك القنبلة الغازية المصدر الوحيد لألمه، حيث يحدثنا والده محمد السراج عن الصعوبات التي واجهها في تغطية تكاليف علاج ابنه، وعن عدد المرات التي تعرض فيها للتجاهل والخذلان حين قصد الجهات السياسية والمدنية السورية المعارضة بحثاً عن المساعدة:

أنا محمد السراج، عسكريً منشقً من مدينة حماة، لدي ثلاثة من البنين، قدمت إلى تركيا في شهر كانون الثاني من العام الجاري سعياً لعلاج ابني عبد المؤمن وأخي أحمد، حيث أصيب أخي -وهو مقاتل في الجيش السوري الحر- برجله اليمين ما أدى إلى بترها، فيما تعرفون قصة إصابة ابني.

حين وصولي إلى الريحانية، التقيت ببعض ناشطي تجمع الأمل والرجاء، وعرضت عليهم حالة عبد المؤمن، بحثنا في المشافي القريبة، لكن علاج حالة مماثلة يتطلب مشافي أكبر كالموجودة في اسطنبول، ما دفع التجمع لإرسالي وعبد المؤمن للطبيب السوري منذر زرزور في اسطنبول، والذي حدد سعر العملية اللازمة لابني بـ5000 يورو أوروبي، ووافق التجمع على تغطيتها كحالة استثنائية، إذ أنهم يغطوا حالات العلاج داخل سوريا فقط.

بعد إجراء العملية -التي جاءت متأخرة بسبب تقديرات الأطباء بأن عبد المؤمن لن يعيش اسبوعين- بدأ ابني بالتحسن بشكلٍ ملحوظ، لكن التجمع قد اعتذر عن تغطية تكاليف المتابعة والرعاية الطبية، لأن عملهم محصور في سوريا فقط، حينها التقيت بصديق للطبيب منذر، حيث تولى مصاريف الرعاية الطبية لعبد المؤمن لشهرٍ واحد، بما فيها صور الرنين المغنطيسي والتحاليل الدورية.

بعد انقضاء هذا الشهر، لم أتلقَ أية مساعدات، وأصبحت مسؤولاً عن توفير كافة مصاريف العلاج لابني، ومنذ أكثر من شهرين أعلمني الطبيب منذر بأن عبد المؤمن يحتاج جلسات علاج فيزيائي، واعتذر عن علاجه فيما لم أستطع تأمين المصاريف، علماً أنه يدعي مساعدة السوريين، فبدأت بالتواصل مع عدة جهات سياسية ومدنية سورية معارضة من أجل الحصول على المساعدة من أجل ابني.

في البداية توجت بطلب العون من الائتلاف الوطني السوري، وتواصلت بشكلٍ مباشرٍ مع كلٍّ من سهير الأتاسي وعبد الباسط سيدا وجورج صبرا، حيث قام جميعهم بتحويلي إلى فاروق طيفور، والذي يبدو أنه المسؤول عن هذا النوع من المساعدات، وعندما اتصلت مع طيفور أخبرني بأن المشافي التركية تتكلف بعلاج السوريين بالمجان، وكان هذا الاتصال هو الأخير مع الائتلاف، كما تواصلت مع أشخاص آخرين كالشيخ عدنان عرعور، إلا أن لا نتيجةً تذكر حتى الآن.

وخلال هذه الفترة أخبرت أحد أصدقائي بقصتي وبالتجاهل الذي تعرضت له من جمع الأطراف، فقام صديقي بنشرها على إحدى الصفحات السورية الواسعة الانتشار على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، وحدث أن ذكر صديقي أن الطبيب منذر قد تخلف عن علاج ابني في حال لم أؤمن التكاليف، ما دفع الطبيب إلى مطالبتي بالاعتذار الرسمي عمَّا نشر، بدون ذكر أي شيء يتعلق بعلاج عبد المؤمن.

اليوم يتطلب علاج عبد المؤمن مصاريف مواصلات وعلاج فيزيائي وصور رنين مغنطيسي وأدوية ومصاريف الأطباء وتحاليل طبية دورية وحمية غذائية خاصة، وبقاءه على الحياة واستمراره بالتحسن مرتبط بتأمين هذه الخدمات الطبية التي تفوق تكلفتها 2500 ليرة تركية شهرياً، والتي لم أعد أملك منها سوى الشيء البسيط والغير الكافي.

حساب محمد السراج على موقع “فايسبوك: https://www.facebook.com/profile.php?id=100006460576015

هاتف محمد السراج: 00905346507825

بعد إصابته في الدماغ قبل الولادة، طفل سوري يعاني في ظل عدم تغطية تكاليف علاجه

بعد إصابته في الدماغ قبل الولادة، طفل سوري يعاني في ظل عدم تغطية تكاليف علاجه

بعد إصابته في الدماغ قبل الولادة، طفل سوري يعاني في ظل عدم تغطية تكاليف علاجه

روابط مفيدة