العالم العربي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ماذا نفعل له؟ // موضوع للتداول وإمعان النظر والإدلاء برأي

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل

 ماذا نفعل له؟ // موضوع للتداول وإمعان النظر والإدلاء برأي Empty ماذا نفعل له؟ // موضوع للتداول وإمعان النظر والإدلاء برأي

مُساهمة من طرف أحمد علي الخميس 09 أبريل 2015, 05:37

[rtl]ماذا نفعل له؟[/rtl]
 
[rtl]     جاء الناس إلى الدنيا، فمنهم أسوياء، ومنهم مَنْ هُمْ ليسوا كذلك. وقد ألِفَ الأسوياء منهم العناية بمن هم في حاجة ما أو مسّتهم إعاقة معينة.[/rtl]
[rtl]     الآن، وقد تقدّم العلم إلى درجة أنه صار يكشف على الجنين في بطن أمه ويُخبر بأنه سيرى الدنيا سوياً، أو به نقص ما، فما العمل في هذه الحالة الثانية؟[/rtl]
[rtl]     هذا السؤال أثارته حالات عديدة، ومنها حالة جارنا سعيد الذي بشرته زوجه بحملها الأول، فعمّت السعادة البيت وما حوله. ولكن هذه السعادة لم تكتمل، إذ سرعان ما حلت قافلة طبية بالحي الشعبي، وكان من بين ما عمدت إلى تقديمه من خدمات، القيام بكشوفات على النساء الحوامل وعلى ما في بطونهن من سجينات وسجيني الأرحام. وهذا الفحص وحده ما كان لزوج سعيد، هنية، أن تقوم به لأن كاهل الأسرة لا يتحمّله ــ مادياً ــ بحال من الأحوال. ولما اعتاد لفيف من ذوات وذوي الخير والإحسان من الأطباء أن يقوموا بمبادرة حميدة هي ــ كموائد الرحمان في رمضان ــ تقديم الخدمات الضرورية لذوي الحاجات المادية، فضلا عن العناية بمرضاهم، فقد تقدمت هنية إلى دائرة الفحص اقتداء بمن جاورها، وفوزاً بفحص مجّاني متاح.[/rtl]
[rtl]     لكن الفحص أسفر عن صدمة تردّت معها الأسرة الصغيرة وسائر من يمت إليها بصلة في دوامة حوّلت ليلها إلى نهار.[/rtl]
[rtl]     ما أشأم ذلك اليوم الذي أخبر فيه الوالدان بأن الوليد المرتقب سيرى الدنيا مصاباً بهشاشة العظام، وأن أيامه ستكون معدودة، هذا فضلا عن التشوهات الجمّة التي ستعتريه في كل مكان من البدن![/rtl]
[rtl]     تساءل الأب محتاراً:[/rtl]
[rtl]     ــ وما الحل يا دكتور؟[/rtl]
[rtl]     ــ في مثل هذه الحالة، فإما المتابعة وإما وضع حد للجنين.[/rtl]
[rtl]     ــ فالمتابعة هي الاختيار الأنجع، بدون أدنى شك أو ريب.[/rtl]
[rtl]     ــ نعم، ولكنها تكلف الكثير، هذا بالإضافة إلى أنها لن تحرر الطفل مما قد يكون حلَّ به من آفات.[/rtl]
[rtl]     ــ هل أفهم من هذا أن الحل الموصى به هو القضاء على الابن في أحشاء أمه؟[/rtl]
[rtl]     ــ كأنما هذا هو الاختيار الملائم والأصوب.[/rtl]
[rtl]     لكن الأم رفضت بشدة أن تعرّض حملها الأول إلى مشيئة الآلة والأطباء، وفضلت الاعتصام بمشيئة الله والغد الغائب الغائم عسى أن يتمخض عن رحمة لم تكن في الحسبان. وسرعان ما التحق بصفوف اعتقادها سعيد، وزاد فوق اعتقادها إيماناً عميقاً بأن الله تعالى لن يتركه ممزقاً في وهدة الشك والبلبلة تلك، وهو الذي ظل طيلة حياته حائزاً لرضى الوالديْن والمقربين على السواء.[/rtl]
[rtl]     وراح يسأل عن حالات مماثلة، فاهتدى إلى أوضاع متباينة، معظمها لا يبشر بخير. ولكنه تمسك بشعاع الأمل الضئيل، واعتصم به، وراهن عليه بكل ما يملكه من اعتقاد، وما يزخر به قلبه من إيمان راسخ رسوخ أوتاد الأرض في جنباتها.[/rtl]
[rtl]     أما الوفود التي ظلت تحوّم حوله، فقد كانت موزعة إلى صفين: فمن داعٍ إلى ضرورة الأخذ بإملاءات العلم ووضع حد للجنين، وهؤلاء شكلوا الغالبية العظمى؛ ومن قائل بتسليم الأمر كله لله تعالى وانتظار الغد وما قد يسفر عنه من مفاجآت، وما أكثر المفاجآت في حياتنا اليومية! وهؤلاء شكلوا أفراداً قد يعدّون على أصابع اليد الواحدة.[/rtl]
[rtl]     وظل السؤال / الطامّة القائم يطن في الرؤوس والقلوب جميعاً:[/rtl]
[rtl]     ما العمل؟[/rtl]
[rtl]     ما العمل في مثل هذه الحال؟[/rtl]
أحمد علي
أحمد علي
عضو مبدع
عضو مبدع

عدد المساهمات : 560
نقاط : 1705
تقييم : 301
تاريخ الميلاد : 08/01/1990
تاريخ التسجيل : 04/04/2015
العمر : 34

http://www.tunisiacreativity.com/forum
-----

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى

  • ©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع